أهداف غزيرة لـ«قطر» في قمة «الأبطال»!

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٥/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٥:١٣ ص
أهداف غزيرة لـ«قطر» في قمة «الأبطال»!

باسم الرواس

ما أروعها لحظة تلك التي جمعت الطفل الأفغاني مرتضى أحمدي بالنجم العالمي ليونيل ميسي.

لم تكن الاحتفائية الرائعة التي واكبها أكثر من 20 ألف متفرج، واحتضنتها العاصمة القطرية الدوحة مجرد مباراة بين فريقي الأهلي السعودي وبرشلونة الإسباني بل إن الأمر تعدى ذلك إلى ملامسة جانب إنساني بالغ الأهمية يُظهر الصورة الحقيقية للمعاني السامية للرياضة.

برنامج «سيف ذا دريم»، وهو المبادرة المشتركة بين المركز الدولي للأمن الرياضي واللجنة الأولمبية القطرية قدم في المباراة مثالاً قوياً عن الدور الذي تلعبه الرياضة في توحيد الناس وإشراك الثقافات والمجتمعات المختلفة.

ما رأيناه على ميدان الملعب وفي المدرجات خلال «مباراة الأبطال» يعتبر مثالاً حياً عن الرياضة من أجل الإنسانية، وهو ما لا يمكن أن يتحقق لولا العديد من الأنشطة التي ينفذها برنامج سيف ذا دريم في جميع أنحاء العالم.

الطفل الأفغاني مرتضى أحمدي (6 سنوات)، اختصر الكلام بالقول: «أنا سعيد جداً لكوني التقيت ببطلي المفضل. كان الأمر بمثابة حلم بالنسبة لي».

أحمدي الذي تصدر العناوين على الإنترنت في يناير بعدما نشر شقيقه الأكبر صورة له على موقع «فيسبوك» وهو يرتدي قميصاً «بلاستيكياً» باللونين الأزرق والأبيض «مثل قميص منتخب الأرجنتين»، وعليه اسم ميسي ورقمه 10 ما دفع ذلك «البرغوت» للتعاطف مع الطفل وإرسال قمصان رياضية موقعة منه، عن طريق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف).
ولعل تحقيق الأهداف السامية يؤكد أن ثمة حشد كبير للبرامج المتعلقة بـ»الرياضة لأجل الإنسانية» التي تهدف إلى مساعدة الأطفال الذين يعيشون في المناطق التي تواجه صراعات طويلة الأمد من خلال الأنشطة الرياضية المختلفة.
فنياً، وبالعودة إلى المباراة، فقد كانت أشبه بمهرجان «يُمطر» أهدافاً.. إذ تكشف النتيجة (5-3) الطابع الودي الذي ارتسم في ستاد ثاني بن جاسم.. لا سيما وأن مدرب برشلونة لويس إنريكي سحب نجوم الفريق ميسي وسواريز ونيمار وبيكيه بعد مرور 32 دقيقة فقط بعدما نجح الثلاثي الهجومي بزيارة شباك الأهلي خلال العشرين دقيقة الأولى محرزين الأهداف الثلاثة.
صحيح أن المباراة كانت «كروية» لكنها ارتدت أيضا الطابع الوطني قبل أيام فقط من احتفالات قطر باليوم الوطني.. وقد تكلل ذلك بأغنية الفنان القطري فهد الكبيسي حملت عنوان «هذا الوطن».. ما أضفى أجواء رائعة عززت من أهداف المباراة التي اختلط فيها «الوطني» بـ»الفني» و»التسويقي»..

حسن الختام:

أجمل مقاطع أغنية فهد الكبيسي تقول: «هذا الوطن حلم كبير عشنا على جناحه يطير يخدك في حلم السما والغيمة في دربه حرير.. يا قطر من يسبقك وانتي اللي سبقتي الزمان، ديما نحن ونعشقك... قلبك علينا هو الأحن.. قطر العطاء وتستحق عطاءنا وتستحق الأفضل من أبنائها».