كيف فقد سعوديون المليارات جراء عمليات نصب واحتيال؟

الحدث السبت ١٠/ديسمبر/٢٠١٦ ١٩:٠١ م
كيف فقد سعوديون المليارات جراء عمليات نصب واحتيال؟

خسر سعوديون مليارات الريالات في عمليات احتيال تعرضوا لها داخل المملكة وخارجها، على أيدي أفراد وعصابات متخصصة في النصب. وذلك رغم التحذيرات المتكررة التي تطلقها جهات رسمية سعودية، إلا أن السعي إلى الربح السريع يدفع الضحايا إلى تصديق الأوهام.

دور الجنس الناعم.. فتاة الوهم
ولم يقتصر المحتالون على الرجال، إذ إن للجنس الناعم دوراً في اقتناص المتاح من عمليات النصب. ووقعت أكبر عملية احتيال "ناعمة" العام الماضي، وكانت بطلتها فتاة سعودية (25 سنة) سميت بــ"فتاة الوهم".

500 مليون ريال سعودي
احتالت فتاة الوهم على أكثر من 600 مواطن سعودي ومقيم، وجمعت منهم 500 مليون ريال سعودي، بطرق "غير مشروعة"، من طريق استثمارات وشيكات من دون رصيد، وحصلت على ترخيصين لمؤسستين، عقارية وأخرى لاستيراد أدوات كهربائية، ولكن سرعان ما تبين للجهات الرسمية أن ما تقوم به لا يعدو أن يكون نصباً، فأوقفتها وأحالتها إلى المحاكمة، وهي الفتاة السعودية الأولى التي تحاكم في قضايا النصب والاحتيال.

نصابون أفارقة
فيما جمع نصاب أفريقي مبلغ 1.7 بليون ريال، بمعاونة مجموعة من مواطنيه يعيشون في السعودية وخارجها، امتهنوا أعمال السحر والشعوذة، والتي وقع ضحيتها عشرات السعوديين، معظمهم يعيشون في المدينة المنورة، وجدة، وأُملج، وينبع. واستولت المجموعة على مبالغ كبيرة ومستندات وشيكات وخطابات سمسرة وتحويل ووساطة وعقود تجارية بعشرات الملايين.
وفي المدينة المنورة، خدعت مجموعة من الأفارقة رجال أعمال وأثرياء، عن طريق الاتصال بهواتفهم المحمولة، وبمجرد الرد يعطون المتلقي تفاصيل كاملة عن شخصيته، ويسردون معلومات "وافية ودقيقة" جمعوها عنه، وإيهامه أنه مريض أو "مسحور"، وأن لديهم القدرة على زيادة ما لديه من نقود وتحويل الأوراق البيضاء إلى "دولارات ويوروات"، بواسطة أحبار ومواد وطرق خاصة بهم.

تشكيل عصابي
وفي حادثة أخرى، أرسل تشكيل عصابي مؤلف من أربعة أشخاص مع شركاء من الداخل والخارج رسائل إلكترونية تحمل توقيع امرأة تعيش في إحدى الدول الأفريقية، وتدعي نيتها تسليم متلقي الرسالة حقيبة فيها مبلغ مليون دولار، لغرض إنشاء مسجد في مكة المكرمة.
وحين يتجاوب المتلقي مع الرسالة بالرد عليها، يتلقى بعد فترة زمنية قصيرة اتصالاً من أفريقية أخرى، تدعي أنها من سفارة البلد الذي تنتمي إليه الأولى، وتعمل في مدينة الرياض، وتطلب منه مقابلة أحد زملائها في العمل، ليتسلم حقيبة النقود المرسلة له، مقابل خمسة آلاف ريال رسوم الشحن، وعند تنفيذ استلام الضحية الحقيبة التي تحوي أوراقاً سوداء، يعاود الاتصال في المرأة الأولى ليشرح لها ما حدث له، فتطلب منه أن يقوم بالتواصل مع خبير في الأوراق النقدية، لمحاولة معالجة ذلك، ودفع مبلغ خمسة آلاف ريال أخرى إلى الخبير. وتكرر هذا الأمر مع سعوديين عدة.

أساليب "متطورة"
وشهد العقد الماضي أساليب "متطورة" حينها في الاحتيال والنصب، استهدفت رجال الأعمال، تلقوا رسائل بالبريد الإلكتروني وفاكسات من محتالين في نيجيريا، وكينيا، وسيراليون، وجنوب أفريقيا، أدعوا فيها أنهم أبناء وبنات أو زوجات وزراء وجنرالات وقادة عسكريين سابقين، عزلوا أو قتلوا أو أطيح بهم، ويرغبون في تهريب ثرواتهم إلى خارج بلدانهم، والتي تقدر بملايين الدولارات، ويطلبون من رجال الأعمال السعوديين المساعدة بتحويل المبالغ إلى حساباتهم، في مقابل عمولة "مغرية"، تصل إلى 30 في المئة من تلك الثروات، وما أن يعطيهم السعودي بياناته المصرفية حتى يحولوا الأموال من حسابه إلى حسابات أخرى.

مصيدة الاحتيال
وحذر مجلس الغرف السعودية حينها، رجال الأعمال السعوديين من مغبة الوقوع في "مصيدة الاحتيال" التي ينصبها هؤلاء المحتالون. ودعا المجلس إلى عدم الاستجابة لهذه المحاولات التي تستهدف الاستيلاء على أموال رجال الأعمال، مؤكداً ضرورة مراجعة الغرف التجارية داخل السعودية، للاستفسار عن حقيقة تلك الرسائل التي تصلهم.
وتواصلت هذه النوعية من الرسائل في العقد الجاري، ولكنها هذه المرة كانت تحمل أسماء أبناء وزوجات قادة عرب، عزلوا فيما يُعرف بـ"أحداث الربيع العربي".