"إبداعات عمانية" .. روّاد اليوم يقودون اقتصاد الغد

مؤشر الثلاثاء ٢٩/نوفمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٠ ص
"إبداعات عمانية" .. روّاد اليوم يقودون اقتصاد الغد

مسقط - فريد قمر
تصوير - إسماعيل الفارسي

ليس معرض "إبداعات عمانية" مجرد معرض سنوي يقام كل عام، بل هو فرصة حقيقية لمؤسسات تكافح للنمو والتطور بعد أن انطلقت في مخيلة أصحابها كفكرة.
المعرض الذي افتتحه أمس صاحب السمو السيد تيمور بن أسعد آل سعيد، وبحضور معالي وزير التجارة علي بن مسعود السنيدي، في مركز المعارض والمؤتمرات يشكل نافذة تطل منها شركات إلى عالم الاحتراف، لكل منها حلم ومشروع، وأمل للتطور، وتشكل في الوقت نفسه إثباتاً أن النجاح المهني ممكن خارج الوظائف، وأن المستقبل هو بين يدي الرواد القادرين على المبادرة.
ويقول الرئيس التنفيذي للهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة "ريادة" خليفة العبري لـ "الشبيبة": إن المعرض يخدم أهدافاً عدة، من بينها التسويق والترويج لمنتجات الشركات المشاركة وتعريف المواطنين والمقيمين بقدراتها ومساعدتها على تطوير قدراتها".
ويؤكد أن من أهداف المعرض كذلك "نشر ثقافة ريادة الأعمال من خلال دعوة المدارس والطلاب لزيارة المعرض وليروا بأنفسهم أن فرص العمل متاحة خارج قطاع الوظائف، وأن ريادة الأعمال تشكل مستقبلاً مهنياً واعداً".
ويشير العبري إلى أن المعرض يشكل فرصة "للاتقاء برواد الأعمال والتعرف إلى الصعوبات التي قد تواجههم وأهمها التسويق والقدرة على عرض المنتج بطريقة مهنية، وهذا ما يتم حلّه من خلال التوجيه والتوعية والدورات التدريبية ومن خلال تعرف العارضين إلى زملائهم والاستفادة من خبراتهم وصنع فرص عمل مشتركة فيما بينهم".
وأوضح أن المعرض تتخلله "الكثير من اللقاءات الرسمية والجانبية بين المشاركين، فوجود الشركة في المعرض لا ينحصر في الركن بل يتضمن بناء علاقات عمل وفرصة للتعرف إلى التحديات وإيجاد الحلول المناسبة لها".
ويؤكد العبري أن "التوجه الحكومي هو أن يكون للقطاع خاص دور أساسي في الاقتصاد الوطني والقطاع الخاص هو أحد الركائز الأساسية للتنمية الاقتصادي والتنويع الاقتصادي، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة هي جزء من هذا القطاع، ونموه ينعكس إيجاباً عليها".
وعن انخفاض عدد المشاركين هذا العام يقول:"الهدف ليس العدد، بل النوعية. بعد تجارب السنوات الفائتة توصلنا إلى ضرورة التركيز على النوعية للارتقاء بالعرض، ولحث المؤسسات الأخرى على التميز وتطوير منتجاتها لتكون مؤهلة للمشاركة".
وتقول منيرة البوسعيدية، صاحبة مشروع دار المنيرة المشارك في المعرض، إن المعارض ساعدتها على تطوير قدراتها بشكل كبير.
وتمتلك البوسعيدية مشغلاً صغيراً في منزلها وتصنع فيه لوحات من الألمنيوم وترسم على الفناجين والصحون بأسلوب مميز يعكس التراث العماني، وتقيم دورات تدريب لتعليم الراغبات تلك الحرفة الجميلة، وتضيف في تصريح لـ "الشبيبة": "يمكن استغلال المعرض من خلال إقامة لقاءات مشتركة، والتعرف إلى الشركات الأخرى وطريقة عملهم، واختبار رد فعل الجمهور تجاه منتجاتنا". وتؤكد البوسعيدية "أن الصناعات الحرفية العمانية والأشغال اليدوية يمكن أن تكون جزءاً أساسياً من الاقتصاد الوطني لاسيما أن السلطنة دولة سياحية، وهذه المنتجات ممكن أن تزدهر بشكل كبير فيها".
ويقول خليل الجبري، مؤسس نادي عمان للطيران الشراعي، لـ "الشبيبة": "إن التجاوب كبير في المعرض، لاسيما أن ما نقوم به فريد من نوعه في السلطنة، وفي المشاركات السابقة حصلنا على الكثير من المنتسبين". ويدعو الجبري إلى إقامة المزيد من المعارض المماثلة أو المتخصصة، ويضيف:"رغم أن الجهات المعنية تقوم بدورها لكن تكرار تلك الفاعليات يساهم أكبر في انتشارنا. فنحن نتوقع ترويجاً أكبر لاسيما أن الشركات الصغيرة لديها إمكانات محدودة وهي تحتاج إلى أكبر دعم ممكن لتستطيع أن تحقق نتائج أفضل".
وتقول أمينة فتح الله، من مركز صلالة للمنتجات الحرفية، إنها من صلالة خصيصاً للمشاركة وعرض منتجاتها من الفخار والبخور والبنان والسعفيات، وتضيف:"إن أهمية المعرض تكمن في تعريف الناس بمنتجاتنا، ودعم الصناعة الحرفية في السلطنة، ونحن نحصل على خبرة كبيرة من خلال الاحتكاك بالمشاركين الآخرين".
وبدورها تقول نادية الرواحية، صاحبة مشروع التميز لتصميم الأزياء العمانية: "إن المشاركة في المعرض مهمة جداً، فالزبائن يتعرفون عليَّ بشكل مباشر، وهذا أساسي لمشروع صغير على غرار مشروعي، فأنا أعمل من المنزل وليس لدي متجر بعد". وتؤكد لـ "الشبيبة" أن المعرض يساعدها على التعرف على أفكار جديدة للتسويق والترويج لمنتجاتها، وهو ما تعتبره أساسياً لنجاح مشروع عملها.
وتشارك في المعرض 90 مؤسسة صغيرة ومتوسطة متوزعة على قطاعات مختلفة، ومن بين المشاركين مؤسسات صغيرة، وشركات متوسطة، فضلاً عن شركات طلابية.