لماذا الأجنبي

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٢٠/نوفمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
لماذا الأجنبي

مسقط - هيثم خليل

كنت قريباً، خلال الفترة التي أقمت فيها بسلطنة عمان لأكثر من عشرة أعوام، من مدربين أجانب عدة توالوا تباعاً على قيادة الأحمر العماني، وربما أبرزهم التشيكي ميلان ماتشالا، رغم أنه لم يحقق بطولة مثل الفرنسي المحظوظ كلود لوروا حيث فاز الأحمر بخليجي 19 وهو الكأس الوحيد الذي أحرزه المنتخب الأول في جميع المسابقات والبطولات التي شارك فيها. لوروا كان محظوظاً لأنه استلم مهمة جيل ذهبي أشرف على تدريبه ماتشالا، وكان قريباً مرتين من إحراز اللقب الخليجي لولا سوء الحظ والتدخل في المباراة، وهنا أشير إلى ما حدث في نهائي بطولة الخليج 18، حيث كنت موجوداً في أبوظبي برفقة المنتخب والتغيير الذي أجراه طيب الذكر ماتشالا في تلك الليلة بنهائي البطولة وما أثير من لغط بعدها بشأن قراءته للمباراة.

التشيكي لم يقدم لاعبين موهوبين فقط، وإنما حضر بقربه المعلم جمعة الكعبي وعملا بانسجام وثقة متبادلة طيلة الفترة، بالإضافة إلى وجود الكابتن حمد العزاني الذي صقل خبرته التدريبية، وكنت قريباً منهما في استحقاقات المنتخب الخارجية بتلك الفترة.
وإذا تطرقنا إلى التجارب الأخيرة للأجانب مع المنتخب الوطني نجد أنها كانت فقط لاستنزاف وهدر المال، وهؤلاء تصرف عليهم رواتب تتجاوز العشرين ألف ريال في الشهر الواحد دون محصلة.
استغرب عندما تمنح الثقة للأجنبي في قيادة المنتخب الأول وتعطى الصلاحيات للوطني مع منتخبات الفئات السنية، فالأخير دوره مهم جدا في تعليم الصغار على أبجديات الكرة وغرس مفاهيم اللعبة، فإذا أنت أعطيت الثقة للمدرب الوطني للعمل مع الصغار فلماذا لا تمنحه الثقة مع الكبار؟
تجارب ناجحة للمدربين الوطنيين مع بلدانهم، ومنها تجربتا مهدي علي مع الإمارات بغض النظر عن رحيله أو بقائه بعد سنوات مليئة بالإنجازات، والعراقي حكيم شاكر الذي قاد منتخب بلاده للتنافس على لقب بطولة الخليج في البحرين، بعد أن استعصى الأمر على العراقيين للوجود في نهائي البطولة منذ أيام الراحل عمو بابا، ولا ننسى ما حققه حسن شحاتة مع المنتخب المصري وفوزه معهم في أكثر من مرة ببطولات أفريقيا، ولم تحدث مع كبار المدربين الأجانب الذين قادوا الفراعنة في استحقاقات عديدة. اتحاد الكرة اجتمع، وطرح مجموعة من الأسماء من المدربين الأجانب ومن مدرسة أوروبا الشرقية والغربية، فإلى متى المدرب الوطني يبقى مدربا للطوارئ؟ ألم يحن الوقت لمنح الثقة للمواطن، خصوصاً أن التجارب الأخيرة للأجانب خير برهان مع الكرة العمانية والوجود في التصنيف 129 عالمياً؟
وإذا سمحنا للأجنبي بالحضور ومنحه الامتيازات الكبيرة والفشل بعد ذلك في تحقيق النتائج، بحجة أنه بحاجة للوقت للتأقلم والتعرف على أوضاع الكرة المحلية ووضع خطة عمله، والاستراتيجية، فالمدرب الوطني قريب من اللاعبين ويعرف كيفية التعامل نفسياً معهم، وهل سينجح الأجنبي كما حدث سابقا عندما حضر ماتشالا، أي من عشرات المدربين ينجح مدرب واحد.
اليوم هناك مديونية كبيرة في خزائن الاتحاد وضائقة مالية، وسيأتي المدرب الأجنبي ليقود المنتخب في التصفيات الآسيوية وبطولة الخليج المقبلة، وسيقول لا تحاسبوني على النتائج لكنني سأصنع جيلاً واعداً، وفريقا للبطولات المقبلة “ووو”، وعلى الشارع الرياضي الانتظار والترقب. القرار اتخذ بالتعاقد مع مدرب أجنبي، ويجب المساندة كإعلام، والدعم لمسيرة المنتخب في المرحلة المقبلة، لأن الشراكة الإعلامية بين الطرفين هي التي تقود المشهد الكروي للنهوض والنجاح، ومصلحة المنتخب هي فوق كل اعتبار.
ملفات المدربين الأجانب ستعرض وسيتم التعرف على هوية المدرب المقبل للمنتخب الوطني خلال الأسبوع الأول من شهر ديسمبر المقبل، والمعايير التي وضعت للتعاقد مع المدرب هي أن يكون ملماً بمنتخبات المنطقة، ولديه إنجازات تحققت في سيرته الذاتية، وأيضاً الهدف من التعاقد هو التأهل لنهائيات آسيا وتقديم صورة جيدة في البطولة، على اعتبار أن المنتخب الوطني سيتم وضعه على رؤوس المجموعات الست، ويتأهل من كل مجموعة منتخبين، وأيضا ينبغي التنافس في بطولة الخليج المقبلة.