بقلم : محمد الرواس
«كنت على يقين أنني لن أندم إذا حاولت ، وكنت على يقين ايضاً أن الشيء الوحيد الذي سوف أندم عليه هو عدم المحاولة»
جيف بيزوس
إن ما يشهده العالم اليوم من متغيرات اقتصادية ، وحدوث انتقال لبعض العلامات التجارية الكبرى من بلدان الى اخرى بحثاً عن اسواق وفرص تجارية ،ومواقع استراتيجية مميزة ، جعلت الكثير من الدول تسعى الى وضع برامج أكثر جاذبية للمستثمر العالمي ولمثل هذه الشركات صاحبة العلامات التجارية الرائجة والرائدة في العالم بهدف أن تحتضنها وتوفر لها حاضنات استثمارية بمزايا خاصة ، وبرامج مبتكرة لاستمالتها ، فبمجرد نزوح مثل هذه العلامات والشركات العملاقة والكبرى عابرة القارات لبلد ما تتحرك معه عمليات النمو وتزداد وتيرة الاقتصاد وتتوفر الفرص العديدة .
لا تزال هناك العديد من العلامات التجارية العالمية الكبرى تطمح اليوم الي بناء مزيد من التحالفات الاقتصادية مع بعض بلدان الشرق الاوسط ومحيطه الإقليمي ذات المواقع الاستراتيجية والتي تهدف من خلالها الي تجديد وتنويع نمط اعمالها والانفتاح على اسواق جديدة ، والتمركز قرب اسواق كبرى منها افريقيا على سبيل الذكر وليس الحصر وهناك بعض الشركات العالمية تتخلص من اجزاء من استثمارتها لصالح شركات اخرى ، وتنقل استراتيجية اعمالها الي نمط ونوع جديد من الخدمات ، فالبعض منها يتحول من الخدمات البحرية الى البرية ،ويبحث عن فرص متجددة ومجالات اخرى، والبعض من هذه الشركات العملاقة تنقل وتفتتح مخازنها الكبرى قرب الموانىء الناشئة ذات المواقع الاستراتيجية وتبحث عن الدول الاكثر مرونة وسهولة في التعامل بجانب ميزات الموقع والقرب من الاسواق ذات النمو الموعود.
برغم ما تواجهه السلطنة حالياً من تحديات الا انها لا تزال محتفظة بميزات كبرى يمكن لها ان تحقق لها الريادة في استقطاب مثل هذه الشركات والعلامات التجارية العالمية ، من خلال كونها ارض واعدة تمتلك الكثير من المقومات التي تلبي متطلبات مثل هذه الشركات منها الاستقرار السياسي ، والمالي ، والموقع ، والكوادر البشرية .
ومن أجل ضمان نزوح مثل هذه العلامات التجارية بجانب ما ذكرناه فإن وجود استراتيجية واضحة للتسويق والترويج وتوفر مزايا جاذبة مثل تملك الارض بداخل المناطق الاقتصادية الخاصة وتوفر مساحات كبرى بداخلها للتوسعة مع وجود الخدمات الأساسية وفي مقدمتها الطاقة باسعار جيدة ، وتوفر أفضل الوسائل التقنية من الجيل الرابع والخامس ، فالثورة الصناعية هي من ستدير المشهد الاقتصادي العالمي مستقبلاً بشكل كبير جداً ، ولقد بدأ ذللك جلياً في العديد من بلدان العالم ، حيث ان التوجه العالمي اليوم في مجال صناعات التسويق عبر الانترنت هو احد أهم متطلبات مثل هذه العلامات التجارية الكبرى كي تقيم مشاريعها وتتوسع بأرجاء المعمورة .
وقبل الختام لا يمكن ان نبحث مثل هكذا موضوع دون المرور على أهم اركانه الأساسية وهي وجود التشريعات القانونية لحماية العلامات التجارية ، وتوفر قوانين ونظم حماية حقوق الملكية الفكرية والإدبية ، بجانب الملكية التجارية ، وتوفر وسائل التقنية عالية الجودة والوسائل الإعلامية والدعائية ، فآليات الشحن والتخزين والنقل والاستيراد والتصدير كل ذلك نظم تتطلب السرعة والجودة في العمل وخفض رسوم المناولة والشحن . والجاذب الاكبر فوق كل ذلك لمثل هذه العلامات التجارية والمشاريع الصناعية وجودها تحت مظلة واحدة بمناطق اقتصادية خاصة مرتبطة بموانىء ومناطق حرة تدار من جهة واحدة من أجل السرعة والسهولة والمرونة التي نتحدث عنها .
* إن أغلى علامة تجارية موجودة بالاسواق العالمية حالياً هي « أمازون» اذ تتجاوز حاجز الـ 221 بليون دولار وهي بحق عملاق التجارة الإلكترونية ومتصدرة أعلى 500 علامة تجارية في العالم .