مسقط - أمل الجهورية
أكد أمين عام المتحف الوطني سعادة جمال بن حسن الموسوي لبرنامج «أبعاد ثقافية» :يعتبر مسار «الدبلوماسية الثقافية» أو التعاون الدولي الخارجي من أبرز مسارات العمل المتحفي المعاصر، والمتحف الوطني يبني تجربته على التجربة العمانية الراسخة في سياق الدبلوماسية بتعريفها العام ؛ حيت يرتبط المتحف الوطني بالعديد من مذكرات التفاهم واتفاقيات التعاون مع المؤسسات المتحفية في الدول الصديقة و الشقيقة تؤسس لممارسة الدبلوماسية الثقافية ، ومن أبرز مسارات الدبلوماسية الثقافية هو السعي لاستعارة الأصول من المقتنيات العمانية المحفوظة في الخارج أينما وجدت، وكذلك الترويج والتسويق للمقومات الحضارية للسلطنة في أبرز المتاحف العالمية عبر مبادرة إنشاء «أركان عمان» ، و«يوم عمان» التي بدأت منذ ثلاثة أعوام .
أهداف ثقافية للمتحف الوطني
وعن الأهداف الثقافية التي يعمل عليها المتحف الوطني أوضح الموسوي أنه مؤسسة ثقافية متكاملة ذات أبعاد علمية وتعليمية ؛حيث نسعى من خلال سياق قصة السرد المتحفي وتجربة الزائر إلى الارتقاء بالوعي العام، وتعزيز القيم العمانية النبيلة ، وكذلك المساهمة في بناء جيل واع ومدرك لأصالته وبعده الحضاري ورسالته في العالم المعاصر استناداً إلى التجربة العمانية ، ويتسنى ذلك في توظيف أفضل الممارسات والمعايير في سياق التجربة المتحفية من خلال توظيف المنظومات الرقمية التفاعلية، واتباع نهج علمي مدروس بكفية عرض هذا المنجز الحضاري وفق معايير علمية دقيقة، وكذلك نعمل من خلال مركز التعلم وبالتعاون مع وزارة التعليم بتوصيل برامجنا ومناهجنا بالعمل مع المدارس، وكذلك المعاهد والكليات والجامعات في محافظة مسقط وخارجها .
الشراكة والتعاون الثقافي المحلي وعن الشراكة الثقافية أشار سعادة جمال الموسوي قائلاً: يعمل المتحف الوطني بشكل وثيق وبتعاون مع عدد من المتاحف التي تتبع وزارة التراث والسياحة، وكذلك مؤسسات تعني بالشكل الثقافي كهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، ووزارة الثقافة والشباب والرياضة، ومنها المبادرات المشتركة مبادرة «بطاقة أصدقاء متاحف عمان «التي تقدم عدد من المزايا لأعضائها من خلال تفعيل تجربتهم المتحفية من سواء اكانت بالمتحف الوطني ، أو متاحف وزارة التراث والسياحة ، أو زيارة دار الأوبرا السلطانية ومتحف المدرسة السعيدية للتعليم ،كذلك هناك عمل منذ سنوات بالتنسيق مع جامعة السلطان قابوس في مجال البحوث والدراسات التاريخية والعلمية ذات الصلة بالمقتنيات .
مشاريع مستقبلية
وقال أمين عام المتحف الوطني أن أبرز المشاريع المستقبلية التي يعمل عليها المتحف الوطني على مستوى المشاريع الإنمائية هو إضافة ركن خاص للسلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه - تخليداً لهذه الشخصية العظيمة ، كما يجري على تأهيل البيوت التاريخية في مسقط القديمة بيت السيد نادر بن فيصل أول رئيس وزراء في حكومة مسقط وعمان ، وبين السيدة مزنة بنت نادر، وبين أبو دينا لتصبح تجربة ثقافية في محيط مسقط التاريخية .
وعلى مستوى مشاريع التعاون الخارجي سيتم بنهاية هذا العام سيتم عرض الأصل من مخطوطة «كتاب الفوائد فـي معرفة علم البحر والقواعد» لأحمد بن ماجد السعدي والمعارة من معهد المخطوطات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية في سانت بطرسبورج وهي أقدم مؤلف محفوظ في العالم لشهاب الدين أحمد بن ماجد السعدي .
كذلك يجري العمل على تدشين قاعة تحمل اسم «عمان» بمتحف الارميتاج العريق أحد أقدم المتاحف بالعالم وأكبرها حيث ستحتفي هذه القاعة بعمان كحاضنة لحضارة أرض اللبان ، ويستقطب هذا المتحف حوالي 6 ونصف إلى 7مليون زائر سنوياً.
كما يجري العمل على كذلك على التنظيم لإقامة معارض خارجية منها متحف ليون للفنون الجميلة و هو ثاني أكبر متحف بالجمهورية الفرنسية ، وهناك تعاون كذلك على مستوى حفظ وصون الآثار السورية بما فيها الآثار التدمرية التي تعود لموقع تدمر للتراث الإنساني العالمي.
تدشين أصل مخطوطة كتاب الفوائد
وعن تدشين أصل مخطوطة (كتاب الفوائد في معرفة علم البحر والقواعد) للملاح العُماني شهاب الدين أحمد بن ماجد السعدي، والمعار من مكتبة الأسد الوطنية بالجمهورية العربية السورية الذي احتفل المتحف الوطني بإضافتها مؤخراً قال أمين عام المتحف الوطني حول هذه المخطوطة القيمة والنادرة: تكمن القيمة التاريخية لعرض هذه المخطوطة في مسقط بعد مضي خمسة قرون على تأليفها في التأكيد على عُمانية هذه الشخصية العلمية والتاريخية الفريدة، والذي جاء في سياق التعاون القائم بين المتحف الوطني والمديرية العامة للآثار والمتاحف بالجمهورية العربية السورية في إطار الدبلوماسية الثقافية التي ينتهجها المتحف الوطني، حيث تمت إعارة المخطوطة للمتحف لمدة عامين بغرض حفظها وصونها، وتم التنسيق مع هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية من أجل إعادة هذه الوثيقة لحالتها الأصلية، من خلال تنفيذ برنامج متكامل للحفظ والصون والفهرسة والتنقيح، وتُعد هذه المخطوطة واحدة من بضع نسخ تم حفظها لمخطوطات أحمد بن ماجد السعدي على مستوى العالم، والتي تُعد أقدمها تلك المحفوظة في معهد المخطوطات الشرقية في سانت بطرسبورغ بروسيا الاتحادية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المخطوط تم خطه في القرن الحادي عشر الهجري/القرن السادس عشر الميلادي، في فترة حكم أسرة النباهنة، ويبلغ عدد أوراقه 175 ورقة، وعدد صفحاته 350 صفحة، وعدد الأسطر في كل صفحة 23 سطرا، وجاءت ألوان المداد المستخدم في الأسود في كتابة النصوص، والأحمر في كتابة العناوين، ويحيط بالمتن إطاران باللون الأحمر، وفيما يتعلق بنوع الخط العربي المستخدم في كتابته فهو خط النسخ.
وتضمن المخطوط أكثر من عنوان لمؤلفات شهاب الدين أحمد بن ماجد المشهورة، وهي: المجموع الأول الفوائد في علم البحر والقواعد، والذي تم الانتهاء من نسخها بتاريخ (17 رَبِيعٍ الثاني 984هـ/13 يوليو 1576م)، وحوت على (18) فائدة أهمها البحر وأسباب ركوبه والقياسات ومنازل القمر والاشارات والجزر والسواحل وموسم الأسفار وبحر القلزم وطريق الحجاج وبعض النوادر والحكم، ويقدر عمر هذا المجموع 444 سنة تقريباً. وتضمن المجموع الثاني حاوية الاختصار في أصول علم البحار، وهي عبارة عن أراجيز شعرية مكونة من 11 فصلا. أما المجموع الثالث فتضمن الأراجيز حيث احتوت على 14 أرجوزة، بالإضافة إلى 8 فصول أخرى تتعلق بعلم الملاحة البحرية.