بقلم : محمد الرواس
البحوث العلمية تحقق توجيهات الله عزوجل في التفكر والتدبر في مخلوقاته ، فلقد سخرها المولى عزوجل لخدمة الإنسان كي تكون له عبادة ،وعمل ، وتفكر ، ويستنتج منها ما يعينه على التبصر في شتى العلوم ، قال الامام الحسن البصري « لأن يعلم الرجل باباً من العلم خير له من الدنيا ومافيها «
من خلال ما نشاهد اليوم في مجتمعاتنا العربية عامة والخليجية خاصة من معضلات وتحديات يواجهها الافراد والمؤسسات على حداً سواء من أزمات تسببت بتعثر مسيرة التطور والنماء بهذه المجتمعات ، حينها يتبادر الي اذهاننا مدى الحاجة الملحة لهذه المجتمعات من دراسات وبحوث علمية وابتكارات هي في اشد الحاجة اليها للتغلب على كافة المعضلات التي تواجهها . فالمجتمعات بالعالم المعاصر اليوم في سباق محموم نحو الحصول على أكبر قدر من العلوم الإنسانية بشى المجالات ، والتي يمكن من خلالها ان تجد هذه المجتمعات لنفسها الأمان، وتحرز التفوق على غيرها من المجتمعات والدول الاخرى.
وما تقوم به هذه الأمم اليوم من منافسة واهتمام بالبحوث العلمية والابتكارات الإنسانية إنما مرجعه الي ادراكها أن مسار استمرار قوة الشعوب وتطورها ونموها يصنعه أبنائها من خلال افكارهم العلمية وبحوثهم الفكرية والعملية سعياً نحو مستقبل أفضل لمجتماتها .
وسلطتنا الحبيبة من خلال النهضة المتجددة قد اوجدت لمناهج البحوث العلمية والتقنية الجهات الراعية والداعمة سواء من وزارات ،أو مؤسسات من اجل ترسيخ منهجية الاستمرار لثقافة البحث العلمي التي تدعوا الي الابتكارات وداعية الي الإبداعات والتجديد والعمل بمناهج سليمة .
ومصطلح البحث العلمي انما يُقصد به دراسة المعضلات والتحديات التي تواجهها المجتمعات عبر أسس علمية تهدف الي تحديد المشكلة أولاً،ومن ثم التوصل لطرق العلاج لها ، يستند ذلك الي مجموعة من المبادي والقيم يتسلح بها مجموعة الباحثين اثناء دراساتهم وبحوثهم ، حيث ان الباحث يطلب العلاج للمشكلة بهدف الاصلاح من خلال تعايشه معها ومن ثَّم معالجتها .
ومتى ما وجــــــدت البحوث العلمية البيئة المناسبـــــــــــة لانتشارها والجهات الراعية لدعمهـــــا ازدادت واستمرت وابدعت.
لذلك يتوجب على الجهات الراعية مساندة مناهج البحوث العلمية بشتى أنواعها سواء كانت طبية، أواجتماعية، او بيئية من اجل الوصول الي نتائج تمهد لمستقبل تقود خلاله البحوث العلمية مسيرة المجتمعات نحو الازدهار .
وهذا الأمر لن يتأتى الا من خلال باحثين موهوبين ترعاهم مؤسسات الدولة ، ممن وهبوا انفسهم للعلم واختاروا طريق التميز في البحوث العلمية مؤمنين بأهدافهم ومدى ما يقومون به من جهد تجاه مجتمعاتهم التي تنتظر منهم نتاجهم الفكري فيكون نتاج ذو ثمرات عظيمة لتطوير المجتمعــــــات.
ويقترن بذلك دون شك الإرادة والمقدرة وحب العمل تحقيقاً للأهداف المرجوة في مسيرات العلم الطويلة التي يجب ان يصاحبها الصبر والبذل والعطـــــــــاء وروح النشاط والثقة بالنفس .