مسقط - الشبيبة
بقلم: محمد الرواس
الطريق لجذب مستثمرين في ظل الصراع الحاصل اليوم على الساحة الاقتصادية الاستثمارية العالمية لابد وأن يصاحبه وضوح في الافكار والرؤى التي تجذب إهتمامات المستثمر، بجانب التعريف بمناخ الاستثمار ومقوماته وحوافزه، بالإضافة الي توضيح خدمات الدعم والتسهيل والتمويل ،والأدوات التي تدفع المستثمر للقدوم الى بلد ما ، ولا شك ان حرص المسؤولين من الجهات المختصة للحديث عن ما تتمتع به البلد من استقرار اقتصادي وأمن وطني يحفز المستثمر اكثر ويشعره بالطمأنينة.
إن واحدة من التجارب التي حصلت مع احد المستثمرين العرب الذي قدم الى السلطنة قبل بضع سنين جديرة بذكرها حتى ولو على عجالة ، لقد كانت السلطنة جاذبة لهذا المستثمر من ناحية الاستقرار والأمن وتوفر الفرص ، لذلك جاء للسلطنة للبدء باجراءات مشروعه وتجاهل كل المعوقات التي يمكن ان تحصل له اثناء العمل ، فهو حسبما ذكر لأحد الأخوة أنه عازم على توظيف العُمانيين ، واستخدام مواد خام عُمانية ، وفوق كل هذا سوف يُصدر الجزء الاكبر من منتجاته الي الخارج بكميات تجارية ، بجانب إن مشروعه ناقل للتكنولوجيا الحديثة ، مما سيكسب خبرة للموظفين العُمانيين الملتحقين بمشروعه ، ولكن كل هذا لم يشفع له ان يعامل ويوضع في خانة مستثمر جاد كي يحصل على بعض الامتيازات والاعفاءات من جزء من الإيجارات مثلاً ، ومن رسوم الخدمات ، مقابل ما قدمه من استثمار راس مال ، وقس على مثل هذه التجربة عشرات التجارب ، فجعلت الكثير من المستثمرين يحجمون عن الخوض في تجربة كهذه لمستثمر راغب بالسلطنة فجعلته التجربة يكتشف ان هناك نقصا في التجربة العُمانية للتسهيلات التي يحصل عليها المستثمرون ، فليس هناك رفض للمشروع منذ البداية ، لكن هناك تحديات ومعوقات منها التمويل عل سبيل المثال.
المستثمر عادةً يبحث عن نهاية سعيدة لمشروعه ، فالهدف الذي يسعى له بلا شك هو حصاد ثمرة جهده واستعادة ماانفق على مشروعه ، والمستثمرون نوعان، مستثمر ملائكي (Angel investor) أو مستثمر عن رأس مال مغامر (Venture capitalist) وكلاهما طامح الى حصد مصالح على ارض واعدة بميزات خاصة.
إن عملية جذب المستثمرين ليست بهذه السهولة خاصة في ظل الاوضاع العالمية الحالية فالجلوس مع المستثمر سواء وجها لوجه ، أو من خلال شاشة الكترونية تعد خطوة جادة لكي يستمع المستثمر من المسؤول نفسه مباشرة على ما تم تحديثه من قوانين وتشريعات ، وما سيتم تقديمه من فرص حقيقية مضمونة قبل نزوله سوق العمل العُماني ، حيث ان المستثمر لديه الكثير من الاسئلة التي يحتاج ان يستمع من خلالها الي إجابات شافية فهو يريد ان يضمن نهايات سعيدة لمشروعه كما ذكرنا ، ودائماً ما يُفضل المستثمرون التعاون مع الصادقين والنزيهين وذوي الطموح والثقة والخبرة من صناع القرار لكي يقدموا على إنجاز مشاريعهم ببلد ما وكلهم ثقة واطمئنان.
فالعلاقة بين صناع القرار والمستثمر هي علاقة ستمتد الي عشرات السنين بين الطرفين لذا تتطلب انسجاما بين الطرفين ووضوح الرؤية بما يكفي لنجاح المشروع ، فالمستثمر بلا شك لن يخاطر بوضع أمواله الا من خلال ضمانات العمل القوية التي تؤكد له الحصول على أرباح مميزة ، فهو متى ما وجد دليلا متكاملا لعناصر نجاح مشروعه اختار الاستثمار.
لقد كان لتواصل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار في حملاتها الترويجية إليكترونياً خلال العام الحالي 2021م بتوجيهات من معالي الوزير قيس اليوسف لعقد مجموعة من الاتصالات المرئية بما يشبه الندوات الاستثمارية بحضور سعادة اصيلة الصمصامية وكيلة الوزارة لترويج الاستثمار، بهدف التسويـق للسلطنة لجذب مزيد من الاستثمارات الخارجية للسلطنة أمر محفز للمستثمرين وخطوات ناجحة نحو تسهيل جذب الراغبين فــي تأسيس اعمالهم على ارض واعدة بالفـرص مثل السلطنة.