الأهالي دعوا لتطوير البنية الأساسية الجاذبة للسياحة للقرية ..’ميبام’ قرية تصادق الصخور

بلادنا الأحد ٣١/يناير/٢٠٢١ ٠٨:٥٥ ص
الأهالي دعوا لتطوير البنية الأساسية الجاذبة للسياحة للقرية ..’ميبام’ قرية تصادق الصخور


طيوي - الشبيبة

الوصول إلى قرية ميبام ليس بتلك السهولة التي تصورها المشاركون، تبعد من الشارع العام حوالي أحد عشر كيلو، تستخدم سيارات الدفع الرباعي ، أثناء القيادة تأخذ حذرك كون الطريق ضيق لا يسع الا لسيارة واحدة. قساوة الطريق والمنحدرات والخوف من انزلاق عجلات السيارة كان مصاحب الجميع، إلا ان المناظر الجميلة الخلابة تنسيك ذلك الخوف وتعيش بين المياه المدفقة من أعالي الجبال وبين الاشجار الخضراء تطاول ارتفاع الجبال.

على بعد أمتار انكشفت لنا القرية القابعة بين الجبال، منازلها حديثة مزودة بالكهرباء والمياه استقبال أهلها برحابة صدر وبإبتسامة انستنا عناء الطريق، ترجل الجميع عن السيارات أخذتنا الدهشة من جمال القرية وحاراتها ومزارعها التي تأخذ شكل المدرجات حتى وصولك إلى أسفل الوادي عبر سلالم اسمنتية عددها 300

سلم.

خرجنا من القرية بعد ان ودعنا اهلها بكل محبة على امل العودة اليها مرة اخرى، خرج الجميع بانطباع رائع وملاحظات، كان للشبيبة ان تنقلها الى من يهمه الامربهدف اثرا السياحة واعادة النظر في الاهتمام بالجانب السياحي.

ميبام وجهة سياحية

وصفها الدكتور علي الريامي رئيس قسم التاريخ بجامعة السلطان قابوس قالا: تعد قرية ميبام على سفوح جبال نيابة طيوي من أكثر المنطق جمالاً وإبهاراً، تبعد من بداية جسر وادي طيوي مسافة 9 كم تقريبا، ويستغرق الوصول إليها قرابة 30 دقيقة باستخدام سيارة دفع رباعي يبدأ عبر مسار يبن ضفتي وادي طيوي، صعوداً عبر طريق جبلي يمر بعدد من القرى المتناثرة والمزارع على جانبيه. حظي هذا الطريق رغم صعوبة التضاريس الجبلية التي يمر بها بتمهيد ورصف أسمنتي نفذته المؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال بالتعاون مع دائرة الطرق بمحافظة جنوب الشرقية، وقد كان ضمن مشاريع الحزمة الثالثة لمشروع تطوير قرى صور(نيابة طيوي)، وهو نتاج مبادرات المسؤولية الاجتماعية للشركة، ونرجو أن تكتب لمثل هذه المبادرات الاستدامة، وأن تحذوا الشركات الكبيرة حذوها في مناطق سياحية أخرى عبر ربوع هذا الوطن الغالي.

وأوضح الريامي بان ميبام القرية الوادعة بين أحضان الجبال، ترتفع عن سطح البحر قرابة 260 متراً تقريبا، لتبدو من علٍ واحة غناء تفيض جمالاً ودلالاً ينساب منها الماء عبر الشلالات المتدفقة من أعلى القرية إلى مزارعها الغناء المزروعة بالنخيل والحمضيات ومختلف المزروعات.

شدني مسمى القرية، وبدا لي أن التسمية ليست عربية، لكن لا يخلو من معنى في منطقة لطالما كانت محط أنظار الباحثين عن الحياة، وعن مصادر الرزق، والاستقرار والأمن والأمان، ذلك أن توفر مصادر المياه يعد العامل الأهم في الاستيطان والاستقرار إلى جانب توفّر الحصانة الطبيعية عبر سلاسل الجبال الشاهقة، وهذان العاملان يتجسدان في هذه القرية حيث توفر المياه وغزارتها، والتحصينات الجبلية الطبيعية، كل ذلك كان كفيل لسكان القرية أن ينعموا بالاكتفاء الذاتي، وبحياة هادئة وادعة بعيداً عن ضوضاء المدينة والمدنية.

التسمية فارسية

وقال رئيس قسم التاريخ بجامعة السلطان قابوس فكرت أن تكون التسمية فارسية، فالوجود الفارسي قديم جدا، خاصة في المنطقة الساحلية بما في ذلك طيوي بحكم موقعها، كما وأن الوجود الفارسي لم يقتصر على المناطق الساحلية بل تعمقوا دون غيرهم من الغزاة إلى المناطق الداخلية والجبلية، لهذا بادرت بالتواصل مع أحد الأصدقاء الأكاديميين هو الدكتور بهادر من عبادان يجيد العربية، وسألته عن المصطلح، وقد ذكر لي أن الاسم يتكون من قسمين الأول: (مىء (بمعنى الماء، و(بييام) من كلمة (باییدن)، بمعنى الحراسة، وفي المجمل تعني الكلمة حراسة الماء، وأيضا بام تعني المرتفع، فيكون المعنى الماء والارتفاع، وهذا المعنى ينطبق تمام على ميبام.

فضلاً عن الجمال الأخّاذ للقرية وطبيعتها البكر، نتأمل جلياً عظمة الإنسان وإبداعه في التكيف مع الطبيعة رغم صعوبة التضاريس للوصول إلى أعالي الجبال، واستيطان تلك المنطقة النائية، ويكفي أن تمد بصرك إلى سفح الجبل المواجهة لقرية ميبام فتشاهد القنوات المائية(الأفلاج) تنساب على حافة الجبل لتسقي القرى الجبلية الأخرى مثل سيما وسوي.

محمية راس الشجر

وقال سالم الغماري عضو المجلس البلدي بمحافظة مسقط ممثل ولاية مطرح لقد سعدنا بزيارتنا إلى نيابة طيوي بولاية صور بصحبة ثلة من شباب مجموعة الوطن وكانت رحلة ستخلد في ذاكرتي لما تحمله من انطباعات ممتازة عن الأماكن التي قمنا بزيارتها وادي شاب و شاطئ طيوي ووادي طيوي ومحمية راس الشجر التابعة لولاية قريات حيث كانت المتعة الجميلة والحياة الفطرية التي لم تتدخل فيها يد التغيرعلى الطبيعه حيث الغزال العربي وأشجار السمر والسدر واللثب و الشخر والسلٌم وغيرها من الأشجار،كذلك وجود الوعل أو الطهر العربي الذي ابتعد عن المكان حيث امتطى أعالي الجبال ليتوارى عن الأنظار لانه خجول جدا لا يستطيع أن يستأنس بالإنسان.

الوادي الخلاب

ويروي الغماري حكاية رحلته عن المواقع السياحية حيث قال : وادي شاب ذلك الوادي الخلاب اذا زرته تتمنى أن تعود إليه ،ووادي طيوي وشاطئ طيوي ذلك الشاطئ الجميل بحجارته الملساء نادر ما توجد في شاطئ اخر بهذه الروعه وهذا الجمال.

وناشد العضو البلدي بمحافظة مسقط وزارة التراث والسياحه ومكتب سعادة المحافظ بالعمل الجاد لتطوير هذه النيابة سياحيا لما لها من مقومات سياحية من خلال تسهيل التصاريح وتنشجع المشاريع ومد لهم يد العون ودعم الشباب أصحاب المبادرات والأخذ بيدهم حتى يكون لشعار السياح تثري.

شباب القرية

بدر خميس التمامي معلم بمدرسة بالعرب بن حمير للتعليم الاساسي بولاية صور قال: قد يكون أهالي هذه القرى غير ملمين بإقامة المشاريع السياحية الصغيرة ويعتبروها عملا معقدا وصعب تحقيقه وأنه لا يتناسب مع قدراتهم و يعتقدون أن الحصول على الوظيفة ولو براتب يسير هو الخيار الأفضل لهم .

وهنا يكمن دور الحكومة في تنوير شباب القرية وفتح الافاق لهم وكشف الكنز الحقيقي ( ميبام السياحية ) التي يقصدها السائح من كل مكان ، حتى يبادر شباب القرية في اقامة المشاريع السياحية الصغيرة والتي ستدر عليهم دخل لا بأس به دون أن يضطر الى ترك قريته من أجل راتب زهيد.

وأوضح التمامي ان قرية ميبام في حاجة الى برنامج تمكين اقتصادي متكامل لشباب وشابات القرية لتحقيق أهم ثلاثة أهداف مهمة كخلق وظائف لابناء القرية فلا يحتاج لترك القرية من أجل الوظيفة ،توفير الخدمات الضرورية والاساسية التي يحتاج لها السائح عند زيارته للقريه و تعزيز الاستدامة ، تنفيذ برنامج التمكين الاقتصادي لشباب القرية من خلال التوجيه والتدريب المهني للشباب لصنع رواد أعمال من نفس القرية وبناء قدراتهم ومن ثم دعم الانشطة المدرة للدخل وتوفير ضمانات للقروض وتقديم الاستشارات ودراسات الجدوى لمشاريع الشباب من خلال دعم الشركاء،ايضا النساء الريفيات هن أيضًا عوامل تغيير يجب اعتبارهن جزءًا لا يتجزأ من الحلول التي تؤدي إلى مستقبل مستدام.

لوائح ارشادية وتوعوية

ويؤكد جمعه بن علي بن عزان المقيمي مدير دائرة الشؤون الادارية والمالية بالمديرة العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بجنوب الشرقية بأن القرية ينقصها الكثيرمن الخدمات كتوسعة الشارع وهذا مهم لإثراء السياحة ولتسهيل مرور السيارات بداية من الحصن وحتى ميبام . ومواقف للسيارات بمبلغ رمزي يقدر الساعة بنصف ريال عائده لذوي الدخل المحدود بالقرية .ولوائح ارشادية وتوعوية مختلفه.وتشجيع وتسهيل الاحراءات لأصحاب المزارع لعمل استراحات بمزارعهم( نزل خضراء) و توفير دورات مياه عامه رجالية ونسائية. وتشجيع اهل القرية لعمل مشروع مطعم أو مقهى شعبي أو غير شعبي وذلك بمنحه قطعت ارض بالقرية للاستثمار وعمل كشكات صغيرة على الطريق بداية من جسر طيوي وحتى الصابونية لبيع منتجات القرى الجبلية من أعشاب الزعتر والزموده وايضا بيع المبردات والفواكه الموسمية مثل اللمبا والليمون والسفرجل والرطب و.عمل مواقف جانبية كل ٤٠٠ متر تقريبا في الطريق من حارة بده وحتى ميبام وذلك لوقوف السائح بين فترة وأخرى وذلك لمشاهدة المناظر والتصوير وايضا للممارسة هواية المشي، وتقوم الحكومه أو شركة عمران بتأهيل منازل المواطنين وترميمهن وصبغهن بلون واحد ليعطي جمالية للقرية مع توفير انارة خافتة لمداخل القرية بنظام الطاقة.

تطوير البنية الأساسية

عبدالله بن محمد بن حمد الغيلاني يقول: الشريط الساحلي من مسقط و حتى الدقم ثري جدا بالمواقع السياحية الجميلة والجاذبة للسياحة الخارجية والداخليه خلال رحلتنا القصيرة في وادي الشاب و قرية ميبام في وادي طيوي استمتعنا بتلك المناظر الخلابة والجميلة المتمثلة في تلك الاشجار المتنوعة في الوديان وتلك الجبال الشاهقة الارتفاع وتحديات اجدادنا لتلك الطبيعة القاسية وتغلبهم عليها وترويضهم لها لخدمة الانسان. هذه المواقع الجميلة والجاذبة للثراء السياحي تحتاج إلى تطوير البنية الاساسية و توفير المستلزمات والخدمات اللازمة للسائح.

التعريف بها

تغادر القرية بعد جولة سياحية ممتعة، فيأخذك الشوق والحنين لزيارتها مجدداً. تختزل ذاكرتك مشاهد سكان تلك القرى، وقد ارتسمت على محياهم جمال كجمال قريتهم، وعلى ملامحهم سماحة ودماثة خلق.

ختاماً يمكن القول أننا بحاجة إلى جهود كبيرة للتعريف بهذه المناطق البكر الساحرة، والتسويق لهذه القرية الجميلة الوادعة باعتبارها منتج ذا قيمة مضافة لاستقطاب السياحة الداخلية والوافدة، مع الانتباه إلى عدم الإخلال بالنظام البيئي الطبيعي لها ليبدو كل شيء كما هو، مع أهمية إدخال الخدمات الأساسية التي يحتاجها السائح، وتشجيع سياحة التنزه والتجول سيرا على الأقدام في عموم وادي وقرى نيابة طيوي، وأن يكون ذلك من خلال تشجيع ودعم السكان المحليين لتبني مثل هذه المشاريع السياحية بحيث يعود ريعها لسكان القرى أنفسهم، وتوفير فرص عمل مستدامة لشبابهم، يحافظون من خلالها على بقاءهم، كما يمكن استقطاب بعض الشركات المتخصصة لتنفيذ مشاريع سياحية في أنشطة الإثارة والمغامرة مثل الانزلاق بالحبل أو التلفريك، وتلك التي تتناسب مع طبيعة البيئة الجغرافية للمنطقة.

زارها: راشد بن احمد البلوشي تصوير :ضرار الجيلاني

قرية ميبام بنيابة طيوي كانت ضمن البرنامج السياحي الذي نظمه فريق مجموعة صوت الوطن لزيارة نيابة طيوي التابعة لولاية صورإضافة إلى محمية راس الشجر التابعة لولاية قريات ،كانت الساعة الثامنة صباحاً حين انطلقت المجموعة متجهة إلى موقع التجمع لبدأ تنفيذ فعالية برنامج الرحلة التي استغرقت يومين، اشتمل البرنامج على زيارة المعالم السياحية في طيوي، مشاهدة الغزلان بمحمية راس الشجر بولاية قريات ، في اليوم التالي رحلة الى ميبام والتسلق عبر الشلالات والسباحة في البرك المائية.