مسقط - الشبيبة
بقلم : محمد الرواس
قبل عدة أسابيع اطلعت على قصة نجاح شاب عُماني في مجال المشاريع الصغيرة و المتوسطة ، كان بطلها هذا الشاب الذي ضرب أروع الأمثلة في العمل والسعي الدوؤب نحو تحقيق النجاح بمثابرته ، ولانه هناك عشرات من قصص النجاح بالسلطنة لشباب عُمانيين فهذه احداها ، وبعضها روى لنا منها معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي في حديثه عام 2018م بجامعة السلطان قابوس وتحدث عن بعض قصص النجاح للشباب العُماني الطموح ، لكنه اخفى ولم يبد جزءا من الحقيقة انه كان وراء بعض هذه النجاحات للشباب بمساندته الحقيقية والفعالة لهم ، واليوم تتجدد الفرص وتسطر مزيدا من روايات النجاح الشباب العُماني المبدع بالنهضة المتجددة ، فكل صاحب مشروع ناجح لديه قصة حافلة بالطموح بعضها يروى وبعضها ينتظر، شكراً لهولاء الشباب المجيدين والمجتهدين الذين يلهمون المجتمع بقصص نجاحهم ويسطرون مزايا مشاريعهم يوماً بعد يوم.
دونت هذه الملاحظات أثناء استماعي لقصة شاب عُماني صاحب مشروع ناجح لأنقلها لكم واسردها باقتضاب قال لي فيها: لقد تعلمنا أن بعض الاخفاقات تأتي من اشياء لم نكن نحسب لها حسابا ، وتعلمنا أن لا نفتخر ونتباهى بسرعة بحصد النجاح وما أتاني الله من توفيق في بداية العمل ، وتعلمنا أيضاً الا ننظر الى ما في أيدي الأخرين ، لأن ارزاقنا تختلف عنهم ، وتعلمنا كذلك أن لا نستمع الا للمجربين من النصحاء فليس كل من ينصحك مخلص لك حيث أن الناس تختلف مآربهم وأهواؤهم وتجاربهم ، ولقد تعلمنا أن لا نتغاضى ونتغافل اثناء المشروع عن ما يريبني من تقصير سواء من موظف أو خلافه ، وتعلمنا كذلك ان المشروع قد لا ينجح بسرعة فائقة منذ البدأية فقد ننسى بعض الاشياء المهمة تعيدنا الي الخلف أكثر من مرة إذا لزم الأمر ، وتعلمنا أن الجامعات والشهادات والكتب ليست الا اسباباً وهذا ما اكد عليه ايضاً معالي الدكتور علي السنيدي في حديثه للطلبة بجامعة السلطان ، وأن المعلم الحق هو الله ، والمسالة مسالة مثابرة وجد واجتهاد وسعي وقدرات ، شكراً جزيلا لهذا الشاب الذي اطلعت على تجربته عن قرب ولقد فضل الا اذكر اسمه انما تجربته التي كانت المعاناة جزء منها ، وكذلك كانت حلاوة النجاح الجزء الاكبر فيها.
ان هناك قصص نجاح كثيرة بدأت صغيرة ونراها ونسمع عنها اليوم ويشار اليها بالبنان ، والسر في ذلك أن الإرادة كانت المورد الأول فيها قبل التمويل وقبل الموقع الاستراتيجي للمشروع وقبل حسن اختيار طاقم العمل ، فجميعنا يعلم ان قلة الموارد وحجم المشروع ليسا سببا للفشل بل على العكس تماماً يمكن ان يكونا دافع قوي للنجاح والصراع نحو تحقيق الاحلام والطموحات فهناك قصص علامات تجارية عالمية بدأت صغيرة جداً واصبحت بعد ذلك شركات تسوق منتجاتها عبر القارات.
أن التخطيط والتدبير واختيار الموظفين ذوي القدرات سلاح هام لابد منه لنجاح اصحاب المشاريع من الشباب هذا امر لا شك فيه ، لكن الحُلمُ دائماً يكون ببداية القصة وهو سر النجاح ، وبعده تاتي القدرات وما يصاحبها من تخطيط بهدف تحقيق بداية المشروع عبر استخدام مفاتيح النجاح.
ختاما تعلمت أنا شخصيا من تجربة هذا الشاب أن اتصرف بحذر في مشروعي، وبنبل مع من حولي ،ويكون السعي في العمل من اجل نجاحي ونجاح شركاء العمل ، ومن معي من موظفين ، وليس لمكسب شخصي أو فردي.