مسقط - الشبيبة
أشاد الفائزون بالجائزة الوطنية للبحث العلمي بدور الجائزة في تحفيز الباحثين لإجراء بحوث ذات جودة عالية وأهمية وطنية للسلطنة والعمل على توجيه البحث العلمي في إيجاد الحلول المناسبة للكثير من التحديات ودورها كذلك في تأهيل كوادر وطنية قادرة على المنافسة على المستويين المحلي والدولي.
وأكد الباحثون أن الجائزة تمنحهم دافعا قويا نحو مواصلة البحث العلمي والعمل على توجيه الأفكار الجديدة للتغلب على التحديات المختلفة والعمل كذلك على رفع مساهمة البحث العلمي في تحقيق رؤية السلطنة 2040م. وفي هذا الشأن التقينا بمجموعة من الفائزين لاستطلاع آرائهم حول جهود الجائزة وأبرز ما حققته في دعم الحركة البحثية بالسلطنة الى جانب التعرف على بحوثهم العلمية الفائزة والتعرف على نتائجها.
الفوز بالجائزة حافز لمزيد من الأبحاث العلمية
قال الدكتور راشد بن هلال الشيدي من جامعة السلطان قابوس أحد الفائزين بالجائزة الوطنية للبحث العلمي عن الورقة العلمية بعنوان الكشف عن إصابة حشرات دوباس باستخدام صور الأقمار الصناعية متعددة الأطياف عالية الدقة في سلطنة عمان: أن الفوز بالجائزة يعتبر حافز لمزيد من الدراسات البحثية المساهمة التي يمكن أن تساهم في حل القضية الرئيسية والتحديات التي تواجه الإنتاجية في القطاع الزراعي والقطاعات الأخرى، وكذلك دليل على اهتمام الجهات المعنية بتشجيع النشر العلمي للباحثين. ومن أبرز النتائج التي أظهرتها الدراسة تتلخص في أنه يمكن تشخيص الإصابة بحشرة دوباس بدقة تصل إلى 68٪ عن طريق صور عالية الجودة بإستخدام الأقمار الاصطناعية.
فوزي بالجائزة يدل تقدير جهودنا البحثية
من جانبه قال الباحث الرئيس الدكتور كوستانتينوس كريسو من جامعة مسقط الفائز عن الورقة العلمية بعنوان أوجه التعاون بين الجامعة والقطاع الصناعي في سلطنة عمان: التحديات والفرص ضمن قطاع التعليم والموارد البشرية، أنا سعيد للغاية للفوز بالجائزة الوطنية للبحث العلمي ويدل ذلك أن كل ما بذلته من جهد كان موضع تقدير من قبل لجنة التقييم والمجتمع العماني وأشعر بالامتنان لهذه الفرصة التي تحفزني على مواصلة إجراء البحوث العلمية عن الموضوعات التي تهتم بها السلطنة والتي تتناغم إلى حد كبير مع رؤية عمان 2040.
ويضيف الدكتور كوستانتينوس من أبرز نتائج منشورنا البحثي هو أن التواصل والتفاعل بين الجامعات وقطاع الصناعة في عمان مقتصر أساسًا على المؤتمرات وتبادل الأفكار وإقامة برامج التدريب للطلبة، ولكنها لا تشمل حتى الآن تثمين وحماية الأفكار وتسويق الملكية الفكرية. حيث يحتاج قطاع الصناعة إلى هذه الملكية الفكرية التي تنتجها الجامعات لكي يصبح أكثر قدرة على المنافسة في السوق وتحتاج الجامعات في المقابل إلى التفاعل بشكل أكبر مع قطاع الصناعة حتى تتمكن من مواكبة وتوافق منتجاتها التعليمية مع قطاع الصناعة. وهنا أود أن أشير إلى مؤسسة إيجاد وهي المؤسسة التي تعمل على تغير الواقع من خلال محاولة سد هذه الفجوة بين القطاعين الأكاديمي والصناعي وبالتالي القيام بتغيير جذري لمنظومة الابتكار في سلطنة عمان.
مشروعنا يركز على مفهوم المنازل الموفرة للطاقة
يقول الدكتور شهم العلوش من جامعة السلطان قابوس الفائز عن الورقة العلمية بعنوان فرص توفير الطاقة في المباني السكنية الكائنة في المناطق ذات المناخ الحار: دراسة حاله عمانية، في الواقع مشروعنا البحثي الفائز بالجائزة هو نتيجة للتعاون بين ثلاث جامعات وهي جامعة السلطان قابوس وجامعة دندي بالمملكة المتحدة وجامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية في المملكة الأردنية الهاشمية. وكان للبعد الدولي والبعد المتعدد للتخصصات المضمنان في مشروعنا البحثي دور كبير في صياغة هذا البحث بطريقة ساهمت في نشره في مجلة محكمة مرموقة.
ويضيف العلوش أن المشروع يركز على مفهوم المنازل الموفرة للطاقة حيث ترتكز رؤية عمان 2040 على التنمية المستدامة التي وضعت في صميمها تحقيق الاستدامة في تصميم المباني. حيث قمنا بدراسة إمكانات كفاءة الطاقة في عمان ونتائج تطبيق مفهوم الاستدامة على استخدام الطاقة ووجدنا أنه إذا تم تطبيق قوانين مناسبة لاستخدام الطاقة في عمان سيتم توفير استهلاك الطاقة الكهربائية بمقدار قد يتراوح من 13.2 إلى 48٪ وهذا توفير كبير للطاقة. حيث قمنا باختبار ذلك في ثلاثة مناخات مختلفة في عمان وهي المناخ الحار الجاف والمناخ الحار الرطب والمناخ الاستوائي. وقد توصلنا إلى أن أكبر توفير يمكن تحقيقه كان في محافظة مسقط حيث المناخ الحار الجاف. ويمكن أن يساهم ذلك في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وبالتالي تقليل استهلاك الطاقة. وقد أوصى مشروعنا البحثي بضرورة بذل جهد أكبر لتثقيف الناس حول كفاءة الطاقة ومفاهيمها والتي يجب أخذها في الاعتبار أثناء قيام الناس بتصميم منازلهم.
توظيف التكنولوجيا في حل المشكلات التربوية والتعليمية
قالت الدكتورة حفيظة بنت سليمان البراشدية عضوه بالمشروع البحثي الفائز بعنوان فعالية استخدام برنامج كورس لاب في تدريس وتقويم العلوم في تحسن التحصيل الدراسي والاتجاه نحو المادة لدى طالبات الصف العاشر الأساسي بسلطنة عمان وهي من وزارة التربية والتعليم، والفوز بالجائزة يعني اعتراف من أهم جهة بحثية في السلطنة بجهودنا البحثية كباحثات، وشهادة نفخر ونعتز بها على جودة هذه الجهود، وحافز قوي لاستمرارها وتطويرها للأفضل.
يقوم المشروع البحثي على فكرة توظيف التكنولوجيا في حل العديد من المشكلات التربوية والتعليمية التي تعاني منها المدارس العمانية والتي تأتي في مقدمتها ضعف التحصيل الدراسي للطلبة وخاصة في مواد العلوم والرياضيات؛ حيث لاحظ فريق المشروع من خلال العمل في المدارس والتعامل المباشر مع الجيل الجديد من طلبة المدارس، نقص دافعية الطلبة للتعلم بالطريقة التقليدية والتي لا تستخدم فيها وسائل التقنية الحديثة، لذلك ركزت الدراسة على استخدام برنامج كورس لاب لكونه بيئة جذابة لإنشاء محتوى تعليمي تفاعلي عالي الجودة على هيئة دروس إلكترونية، فهو برنامج قوي وسهل الاستخدام في تأليف المحتوى التعليمي ويتمتع برنامج كورس لاب بالعديد من المزايا حيث إنه مزود بتقنيات لإنشاء الامتحانات والاختبارات الإلكترونية والمحاكاة والألعاب البسيطة مع إمكانية تصديرها بالصيغ المختلفة لتسهيل دمجها داخل أنظمة إدارة المحتوى التعليمي. ويتم نشرها بعدة وسائل مثل: مواقع الأنترنت، والمنصات التعليمية، وغيرها.
الدراسة تؤكد أن الزراعة وأنظمة الزراعة لها تأثير كبير على المجتمعات الميكروبية في التربة
الدكتورة إلهام كازروني الفائزة عن الورقة العلمية بعنوان التنوع الفطري في تربة جذور الطماطم في ظل أنظمة الزراعة التقليدية والصحراوية، إن الفوز بهذه الجائزة هو تأكيد كبير على ما حققته حتى الآن وشرف لي أن أحظى بالتقدير بين مستوى عالٍ من الباحثين الناجحين وأشعر بالفخر والتواضع بهذا التقدير. لقد كنت محظوظة بوجود فريق رائع ساعدوني ودعموني لإخراج أفضل ما لدي فلم يكن هذا ليتحقق لولا جهودهم، ويعد فوزي بهذه الجائزة أنني على الطريق الصحيح مما يشجعني على الاستمرار في امتلاك فريق متنوع وشامل، حيث يتم النظر في كل فكرة يقدمها الفريق والعمل عليها.
وتضيف الدكتوره الهام كازروني، أكد مشروعنا البحثي أن الزراعة وأنظمة الزراعة لها تأثير كبير على المجتمعات الميكروبية في التربة وتنوعها حيث أن العديد من هذه المجتمعات الميكروبية مفيدة ولها تأثير إيجابي على التربة وصحة النبات. كما نرى، يعمل المزارعون بجد لإنتاج الغذاء وإطعام العالم، ولكن من المهم أيضًا حماية البيئة للجيل القادم. وتعد الممارسات الزراعية التي يطبقها المزارعون لإنتاج الغذاء ومكافحة أمراض النبات لها تأثير كبير على بيئتنا وصحة الإنسان. ويؤثر الاستخدام المفرط للمبيدات والأسمدة الكيماوية الضارة على البيئة والمجتمع الميكروبي، مما يؤثر على سلامة الغذاء. ساعد هذا المشروع البحثي في تحديد أنظمة الزراعة المناسبة، والتي يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على البيئة والتربة وصحة النبات. يؤدي اتباع أنظمة الزراعة المناسبة إلى خلق بيئة صديقة للأرض، وزيادة المحاصيل والحصول على غذاء آمن.
اما الدكتورة ثمرة بنت سعيد الغافري من وزارة الصحة الفائزة عن الورقة العلمية بعنوان تعزيز النشاط البدني والسلوك الصحي لمرضى السكري النوع الثاني بمؤسسات الرعاية الأولية في محافظة مسقط باستخدام التقنية وأجهزة لتشجيع ممارسة النشاط البدني المنتظم، قالت: أظهرت النتائج تحسن ملحوظ في نسبة السكر بالدم بعد 12 شهر من المتابعة وتحسن في المؤشرات الحيوية وتحسن في ممارسة النشاط البدني لدى المرضى. كذلك اظهرت الدراسة نتائج إيجابية في زيادة عدد الخطوات وخفض عدد ساعات الجلوس (الخمول). كما بينت القياسات السريرية لضغط الدم الانقباضي والانبساطي والدهون الثلاثية تأثيرات إيجابية لدى البالغين الذين يعانون من النوع الثاني من السكري الذين يتابعون بمراكز الرعاية الصحية الأولية.
تجدر الإشارة ان عددالفائزين بالجائزة الوطنية للبحث العلمي (12) مشروعا من المشاريع البحثية التي تقدمت للجائزة حيث تم استقبال عدد (218) بحثا منشورا منها (152) ضمن فئة الباحثين من حملة الدكتوراه و (66) بحثا تنافست ضمن فئة الباحثين الناشئين من غير حملة الدكتوراه. وقد تم تكريم الفائزين ضمن فعاليات الملتقى السنوي للباحثين السابع الذي نظمته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار يوم الإثنين الماضي تحت رعاية صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب. وبحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة وعدد من الباحثين والمهتمين بالبحث والابتكار.