لماذا يحتاج التدريب التقليدي إلى إعادة هيكلة؟

مؤشر الأحد ٢٤/يناير/٢٠٢١ ١٢:٥٧ م
لماذا يحتاج التدريب التقليدي إلى إعادة هيكلة؟

مسقط - الشبيبة

يعد التدريب هو الوسيلة الأساسية التي من خلالها يمكن تعزيز الإبداع وتشجيع الشخص على اكتشاف إمكاناته الحقيقية وزيادة تطلعاته المهنية، وقد اكتسب التدريب في السنوات الأخيرة قوة دفع بالتأكيد، فقد بدأنا نلاحظ ظهور مجالات أكثر تخصصًا – مدرب مهني، مدرب تغيير مهني، مدرب بحث عن وظيفة، مدرب تغذية، مدرب قيادة، مدرب لياقة، مدرب ثقة، والقائمة تطول، لكن الذي يشترك فيه معظم هؤلاء هو أن الغالبية منهم يتبعون النموذج التقليدي في التدريب – النموذج الذي تدرسه المؤسسات والمنظمات الكبيرة والتي تتطلب شهادات من أجل أن يمارس الفرد التدريب الاحترافي، وهذه النماذج قد ولى زمنها صراحةً ولا تعتبر جزءًا مهماً في رحلة تطور الفرد – الموارد النفسية.

والتحدي مع نماذج التدريب التقليدية مثل نموذج GROW أو نموذج التدريب الانتقالي هو أن هذه النماذج لا تكفي وحدها لتولي مسئولية التغيير في الفرد، كما يفتقد التدريب التقليدي إلي جانب هام جداً وهو فهم السلوك البشري وعلم الأعصاب المعرفي.

وبالتأكيد لايزال للتدريب التقليدي بصماته وفوائده، ولكن مع ظهور الأبحاث الجديدة في مجالات التغيير السلوكي والبرمجة العصبية فإن هناك الكثير مما يمكننا استخدامه عند ممارستنا للتدريب.

وإننا لا نركز فقط على تقييم الأشخاص أو مساعدتهم على تحديد أهدافهم وخطط أعمالهم من خلال التدريب السلوكي أو العصبي، ولكننا نهتم أيضاً إلى أفضل وسائل التدريب الذهني للتعلم ومعالجة المعلومات والتغيير، وما هو تأثير ذلك على عملية التدريب؟ وما تأثير ذلك على نتائج رحلة التدريب؟ وكيف يمكن للشخص أن يتعلم ويطبق التغيير الذي يطمح إليه ويتمسك به؟ يطلب أغلب المدربين إن لم يكن جلهم من الشخص أن يصبح مختلفًا أو حتى نسخة أفضل منهم، بما في ذلك تغيير سلوكهم، ودمج عادات جديدة/ استبدال العادات القديمة، لتكون النتيجة النهائية تغيير طريقة تفكيره، وبذلك، عندما ننظر إلى طرق التدريب يجب أن نضع بعين الاعتبار أهمية تناول تلك الجوانب- والتي لا تتناولها نماذج التدريب التقليدية.

ومع ذلك، فإن التدريب لم يزد دفع للأفراد فحسب، بل للمنظمات أيضًا، وزيادة دمج التدريب في نماذج تطوير الفريق – خاصة القادة الذين يدركون الآن أنهم بحاجة إلى أن يكونو مدربين لأعضاء فريقهم.

يدور عالم الأعمال بشكل أسرع مما يمكننا إدراكه، وقد بات أسلوب إدارة القيادة والتحكم التقليدي حملًا ثقيلًا، فالمديرين ليس لديهم كل الإجابات، والآن بتنا نرى الكثير والكثير من انتقال نماذج القيادة حيث المديرين يقدمون الدعم والتوجيه لفريقهم بدلاً من قائمة المهام، ودعم الموظفين لتعلم كيفية التكيف مع التغييرات الجارية في مكان العمل، هذا الأمر يساعد أيضًا على نمو الإبداع والإبتكار في المنظمات. و من المؤكد أن المدير الناجح حاليًا سيكون المدرب في المستقبل ، وهو نفسه الذي يطرح الأسئلة الصحيحة ويدعم موظفيه ويخلق لهم فرصًا للنمو والتطور.

وفي مجال عملنا مع موظفي الشركات، نشجع ( مستقبل العمل ) مدربو المديرين أن يضعوا في اعتبارهم علم الأعصاب المعرفي وتغيير السلوك عندما يدربوا فريقهم، وبهذه الطريقة يحدث التغيير الحقيقي والدائم، وكيف يبدأ الناس في إطلاق العنان لإمكاناتهم الكاملة بطريقة غير تقليدية، ( دعونا نحدد بعض الأهداف وننشئ قائمة بارزة من نماذج التدريب)

إلينا أجاراجيموفا، شريك مؤسس في منصة بيسرن