بتكليف من صاحب الجلالة.. تدشين موسوعة أشجار المانجو

بلادنا الخميس ٢٨/يوليو/٢٠١٦ ١٩:٥٣ م
بتكليف من صاحب الجلالة.. تدشين موسوعة أشجار المانجو

مسقط - العمانية

بتكليف سام من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ــ حفظه الله ورعاه ـــ دشن أمين عام شؤون البلاط السلطاني معالي نصر بن حمود الكندي موسوعة أشجار المانجو "الأنبا" بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة من مختلف وحدات الجهاز الإداري بالدولة والمسؤولين بشؤون البلاط السلطاني وعدد من العلماء والباحثين المساهمين بالموسوعة ، وذلك بنادي الواحات بالعذيبة.

ويهدف مشروع موسوعة أشجار المانجو "الأنبا" للخروج بموسوعة متكاملة تحوي تفاصيل كل ما يتعلق بهذه الفاكهة وتشرح الآليات المناسبة للحفاظ على الأصناف العُمانية وحمايتها من الانقراض، إضافة إلى إيجاد آليات لتسمية الأصناف العمانية ومعرفة أصولها من خلال تحاليل البصمة الوراثية.

وعلى هامش الحفل تم تنظيم معرض عن محتويات الموسوعة ومراحل إعدادها وتأليفها انتهاءً بمراحل أعمال الطباعة، كما تناول المعرض أهم الآفات التي تصيب المانجو، إضافة إلى استعراض التحديات التي تواجه زراعة المانجو في السلطنة والعالم، كما تم عرض بعض الأصناف من المانجو، وتوزيعها الجغرافي حول العالم وفي السلطنة.

وجاءت الأوامر السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - بإعداد موسوعة أشجار المانجو "الأنبا" لتكون نموذجًا جديدًا في مجال البحث والابتكار بالسلطنة وعلى المستوى العالمي وجانبًا مهماً لتحقيق منظومة بحثية تلبي الاحتياجات المحلية للسلطنة وتسير مع التوجهات العالمية في مجال التنمية الزراعية وفيما يخص هذه الشجرة على وجه التحديد؛ وذلك لارتباطها الوثيق بالعُمانيين منذ العصور القديمة ولما لها من قيمة تاريخية وحضارية عريقة تتأصل في جذور التاريخ العماني إضافة إلى ما تحظى به هذه الشجرة من مكانة لدى كثير من شعوب العالم.

وسوف يساهم المشروع في بناء قاعدة بيانات للباحثين في السلطنة ودول العالم في مجال زراعة وإنتاج المانجو وكل ما يتعلق بهذه الشجرة ودراسة كافة احتياجاتها المناخية والزراعية حول العالم للحفاظ عليها ورعايتها وتطويرها. وبلغ عدد الدول المساهمة في الموسوعة 65 دولة حول العالم ساهمت في توفير البيانات وتنفيذ البحوث العلمية الدقيقة، بالإضافة إلى التعاون مع المنظمات الدولية والمؤسسات البحثية منها منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" والهيئة الدولية للتنوع الأحيائي بإيطاليا بغية الاستفادة من تجارب وأبحاث المختصين والتعرف على ما تم إنجازه في هذا المجال.

أما عن مجلدات الموسوعة ومحتوياتها فقد تم جمع وكتابة وتضمين المادة العلمية فيها بما يتيح الاطلاع وبناء المعرفة والوعي بالبحث العلمي والابتكار في مجال زراعة وإنتاج المانجو لجميع فئات المجتمع، إذ توفر مجلدات الموسوعة إحصائيات وبيانات ومعلومات لجميع شرائح المجتمع وفئاته من باحثين وطلاب ومزارعين ومهتمين ومثقفين كل يبحث في المادة التي تجيب على تساؤلاته أو تلبي حاجته من المادة العلمية حسب تخصصه وأهدافه. وستتوفر الموسوعة في المكتبات العالمية بأربع لغات مختلفة العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية وبنسختيها المطبوعة والإلكترونية لتضيف آفاقًا أرحب للباحثين والمهتمين لابتكار الجديد في عالم هذه الفاكهة ويتيح المجال لكافة شرائح المجتمع الاستفادة القصوى منها، ضامة بين دفتيها خمسة مجلدات ينفرد كل مجلد منها بأهمية خاصة وتفاصيل مختلفة تشكل في مجملها موسوعة علمية متكاملة.

يتناول المجلد الأول زراعة المانجو في سلطنة عُمان، ويشتمل على تاريخ المانجو وتوزيعها الجغرافي وطرق زراعتها وإنتاجها وأهميتها الاقتصادية، بالإضافة إلى وصف لأصناف المانجو العُمانية والأصناف المستوردة المزروعة في السلطنة، ودراسة تنوعها الجيني بتحاليل البصمة الوراثية، وهو يأتي في صدارة الموسوعة متضمنًا تفاصيل مهمة عنها كالتعريف بالموسوعة وأهدافها ومحتواها ويعرض مسيرتها وآلية ومراحل تنفيذها وطباعتها وإخراجها. فيما يتكون المجلد الثاني من جزأين عن زراعة المانجو واستخداماتها وتاريخ المانجو وتوزيعها الجغرافي وزراعتها في العالم والمعاملات الزراعية المرتبطة بها والإحصائيات والبيانات والأهمية الاقتصادية والآفاق المستقبلية لهذه الفاكهة، وقد أعد بالتعاون مع العلماء والباحثين في مجال المانجو من مختلف دول العالم، وهنا تتجلى أهمية هذا المجلد في كونه يتضمن خلاصة ما توصل إليه البحث العلمي والخبرات الزراعية الميدانية، ولذلك فإن المجلد الثاني سيكون مرجعًا أساسيًا للطلاب والباحثين ودليلًا للقائمين على مزارع المانجو وتطويرها حول العالم. ويشتمل المجلد الثالث على معلومات مفصلة عن آفات و أمراض المانجو في العالم وتاريخها وتأثيرها الاقتصادي وطرق مكافحتها ، فضلًا عن ذلك فقد خصص فصل بأكمله لمناقشة مرض ذبول المانجو الذي يهدد أشجار المانجو في السلطنة وهكذا فإن هذا المجلد يلبي حاجة العامة من المزارعين والمهتمين في تقديم الحلول للصعوبات التي تهدد إنتاج المانجو في الميدان الزراعي، ويقدم دليلًا للمتخصصين والدارسين للآفات والأمراض بما يشتمل عليه من دراسات وتفاصيل دقيقة تمكن القارئ من الاستدلال على الآفة والحشرة من خلال الصور والرسومات التوضيحية، وتمكنه من مكافحتها والتخلص منها، بالإضافة إلى معرفة ما تم اتخاذه من تدابير لمكافحة الآفات في بلدان مختلفة من العالم.

ويتكون المجلد الرابع من جزأين يتطرق فيهما إلى زراعة المانجو في دول مختلفة من العالم، محتويًا على بيانات الإحصائيات التي تتعلق بالمساحات المزروعة والأهمية الاقتصادية والتوزيع الجغرافي ويوفر خلاصة وافية للمعاملات الزراعية التقليدية والحديثة التي تمارس في دول مختلفة من العالم، وبذلك فإن هذا المجلد يُمكِّن الباحث والمطلع للاستفادة من تجارب دول مختلفة من العالم في مجال انتاج وتطوير المانجو. أما المجلد الخامس فيشتمل على أربعة أجزاء يتضمن وصفاً دقيقاً وشاملاً لأصناف المانجو المزروعة في دولٍ مختلفة من العالم، ويعرض التنوع المورفولوجي / الشكلي/ لأصناف المانجو ومواطنها مُدَعَّماً بالصور والبيانات العلمية التي تعرض جوانب هذا التنوع الأحيائي الذي تتمتع به هذه الفاكهة ؛ بما في ذلك أهم أنواعها التجارية والمحلية، ومن شأن هذا الكم الهائل من التفاصيل وقواعد المعرفة أن يكون مفتاحًا جديدًا لتعزيز التنوع الأحيائي العالمي للوفاء باحتياجات البشر الحاضرة والمستقبلية في مجال الأمن الغذائي كون هذه الفاكهة تعد ملكة الفواكه الاستوائية، وتعتبر محصولاً استراتيجياً مهماً لدى الكثير من الدول التي تعمل على زراعتها وتصديرها.