مسقط - الشبيبة
رحيل السلطان قابوس طيب الله ثراه وما تركه في نفوس العمانيين ليس بالامر السهل، فقد ملئ الدينا سلام وأمان، فإذا كان رحيله عن الدنيا جسد، فلم تغب صورته واسمه من كل قلب ، فاصبح محفور في ذاكرة العماني والعربي ،فانجازاته شاهدة على مدى الايام والسنين.
وهب حياته لشعبه أمن لهم الحياة السعيدة، وجعلهم في وطن آمن.تغنى به كل شاعر وكتب عنه كل مثقف ، ونطق بإسمه كل طفل ،سيظل يتذكرها من عاش حقبته ، لن ينسى صنيعه،يحكيها للاجيال القادمة، فقد كان سندا وعونا للجميع، فقد كان قائد شهما مخلصا عزيز كريما، فقد اخلص النية وأنهى المهمة.
رحل بعدما خلف ورائه نهضة مباركة قوامها الانسان العماني ترك فيه الحكمة والمحبة والسلام.الكل يرثيه ويتغني بمآثره المواطن.
حيث تقول الشاعرة الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسي قابوس بن سعيد ليس محل سؤال ولا تتضارب الاقوال فيه هو مؤسس عمان الحديثة بامتياز ، وباني نهضتها الكبرى وباني انسانها المعاصر ، ولا ينكر فضله الا متجاهل لأفضال لا تحصى عاش فيها العماني معززا مكرما ثلاثة أجيال عمانية لم تعرف غيره ، قد يكون للسلطان قابوس رحمه الله وغفر له سلبيات وكلنا عيوب فقابوس رحمه الله ليس بنبي معصوم كما حاول الاعلام العماني وبعض المنافقين ان يغرس في وجداننا ، بل هو بشر يخطأ ويصيب ولكن ميزان ايجابياته طافح بالحسنات ، إنه كالشمس وهل يستطيع احدنا ان يحجب نور الشمس بغربال او ينكره ، قابوس بن سعيد أعاد اسما سقط سهوا من خرائط العالم وأعادنا مرفوعي الرأس امام العالم انه رمز عزتنا وكرامتنا وإنسانيتنا قابوس رمز المروءات ورمز التسامح ورمز العطاء بدون حدود ورمز للحكمة ، فماذا سنقول عنه وماذا سنكتب، يقول البعض اذكروه بدعوة وأرد لا حاجة بتذكيرنا للدعاء له . لاشك بانه متربع في قلوب الصغار قبل الكبار.
حاكما إنسانا أمينا
وتضيف الفارسية : ولعل ضعاف النفوس هي التي اساءت لهذا الرجل العظيم ولتاريخه عبر السرقات والنفاق والكذب ... ان حسنات قابوس توجها بحرصه على شعبه الذي اختار له حاكما إنسانا أمينا على وطنه ومصالح وطنه وأبناء وطنه ، صحيح انه جاء في وقت حرج وقت يعاني فيه العالم بأسره من كارثة كورونا وما تبعها من انهيار اقتصادي كبير عانى منه العالم باسره إلا انه كان عند حسن الظن إذ استطاع ان يتوازن بالأمور والاقتصاد العماني شبه منهار من الآفة وانخفاض اسعار البترول عالميا والسرقات التي عبثت بالاقتصاد الوطني من ذوي عدم الضمائر الحية وذوي الأنانية والاطماع الشخصية ، جنب الله جلالة سلطاننا الحالي هيثم بن طارق حفظه الله من حاشية السوء الفاسدة وهل يشوه الحكام سوي حاشية السوء الفاسدة ، اللهم جنب وطننا وأهله مصارع السوء.
ثلاثة سلاطين
اردنا ان نستضيف احد من عاصر ثلاثة سلاطين من الاسرة البوسعيدية السلطان سعيد بن تيمور والسلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراهم وجلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه.
وجدناه متكا على جدار مجلسه في قريته الصغيرة ويعلم بموعد زيارتنا له فكان في استقبالنا بعفوية ورحابة صدر .
الشيخ سالم بن سيف السيابي يبدو على ملامح وجه ومحياه علامات تعب السنين ، ابتسامته كان من سبقت سلامنا عليه.
حاولنا ان نختصر الحديث معه نظرا لأرتباطه مع ابنءه واحفاده . عدت به الى ما قبل عام 1970 ، فتنهد واخذ نفس عميق ثم ابتسم وقال كان عام 70 هو العام الذي اطل بنوره علينا وعلى كل عماني ، في الماضي لم نرى ما نراه اليوم .
يا ولدي اذا اردت ان اسرد لك الحياة الماضية فهي حياة قاسية ، اختصر عليك الفرق ما بين قبل عام 1970 وما بعد العام 1970 كالفرق بين السماء والارض ، وما بين حرارة الشمس وبرودة الليل .
اليوم نحن وابنائي واحفادي نعيس رغد العيش والامن والامان وراحة البال والاطمئان .
ماضينا مؤلم وحاضرنا مفرح ومستقبل اولادنا استلمها خير خلف لخير سلف.
فجلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه رجل كريم شهم ضحى بشبابه وجهده وعقل من اجل عمان واهلها، فكان الاب والقائد والحكيم .
غير من هيئته وكان المعلومات التاريخية بدأت تتدفق من ذاكرته حين قال اتذكر عندما ذهبنا كمشائخ ولاية قريات الى مسقط والتقينا بالسلطان سعيد بن تيمور حين قال لنا بانه له ابن اسمه قابوس ، لم نكن نعلم بان هذا الاسم سيكون له شأن وسيغير من ملامح البلاد ويجعل منها درة ومنارة يشع منها العلم .ولكن بعد عام 1970 وبعدما تلقينا نمبأ توليه مقاليد الحكم تذكرت ذلك الاسم (قابوس).
يا ابني عمان منذ الازل بيد الاسرة البوسعيدية حافظت على مكانتها واستقرارها وتوالى نعليها سلاطينها، واليوم وبعد رحيل السلطان قابوس تولى من يخلفه في سدة الحكم والحمد لله الامور في احسن حال.
قابوس أمة
يستذكر محمد راشد السناني ايام ما قبل السبعين محاولا تلخيص مآثر السلطان الراحل حيث يقول : قابوس طيب الله قابوس كما وصفه مهندس السياسة العمانيه يوسف بن علوي بأنه أمة، نعم قابوس امة فعلا هو أمة هو حضارة، هو تاريخ، نعم سيسجل التاريخ صفحات من ذهب لهذا القايد العظيم الذي أمتلك قلوب الناس نعم أمتلك قلوب العمانيين وغيرهم نعم الملا يثني على قابوس قابوس، القائد قابوس، قابوس المنقذ لبلده من ظلام الجهل الي نور العلم والحضارة والتقدم انه قابوس المعلم الذي قال كلمته المشهوره "سنعلم أولادنا حتى ولوتحت ظل الشجر" قابوس الذي وعد شعبه بحياة سعيدة وأوفى بنا وعد واصبحت عمان تحت قيادته تضاهي دول عديدة في التقدم الحضاري والتقدم العمراني وأصبحت عمان يشار إليها بالبنان، رحم الله قابوس رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته والهم شعب عمان صغارا وكبارا الصبر والسلوان وان خسارته كبيره ولكن قدر الله وماشاء فعل وانا لفراقه لمحزونون ولكن لاتقول الا ما يرضي ربنا وستظل عمان في عهد السلطان هيثم نهضة متجددة بإذن الله تعالى فهوخيرخلف لخير سلف
ثم يعود بنا الى ما قبل السبعين كيف كانت عمان فيقول السناني: قابوس الذي وصل لحكم السلطنه وكان يوجد فيها ٧ كيلوا شارع المرصوفة يربط مسقط بمطرح فقط وفيها ٣ مدارس في، صلاله ومسقط ومطرح فقط وفيها مستوصف يديره طومس، طبعا مستوصف بفلوس ولكن يعتبر اكبر مستوصف في وقته ولو أمعنا النظر اليوم كيف أصبحت عمان في نهضتها الحاليه من شبكات الطرق بآلاف الكيلوات والمدارس بآلاف والجامعات والكليات والمستشفيات تضاهي دول العالم ولله الحمد فالحمدلله على هذي النعمه حمدا كثيرا والفضل يرجع لله ثم لقابوس رحمه الله رحمة واسعه.
العيش الكريم
وقال محمد بن جمعه الهوتي منذ بزوغ النهضه المباركه في ٢٣ من يوليو عام ١٩٧٠ التي قاد مسيرتها المغفور له جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه انطلقة مسيرة النهضه الشامله في عمان حيث قامت على توفير كل سبل العيش الكريم وتوفير الخدمات المختلفه واهمها التعليم والصحه وبنيه اساسيه وخدمات اجتماعيه اخرى استهدفت الارتقاء بمستوى المواطن العماني وتعويضه عن المعاناه التي كانت قبل النهضه المباركه ..وستتواصل مسيرة النهضه المتجدده التي يقودها حضرة صاحب الجلاله السلطان هيثم المعظم نحوى المزيد من الانجازات والتقدم والرخاء للمواطن العماني باذن الله تعالى