مسقط - الشبيبة
بقلم : عيسى المسعودي
يبدو أننا سنكون خلال الفترة المقبلة أمام تحد جديد في مواجهة ما يقدم عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال بعض القنوات الاعلامية الالكترونية التي تنشر وللأسف كل شيء في هذا الفضاء الالكتروني دون مراعاة لأي اعتبارات مجتمعية أو سلوكية أو مهنية وذلك من خلال مواضيع او لقاءات او اخبار يتم بثها في هذه القنوات التي لانعرف من يقف خلفها او المسؤول عنها اضافة الي الحسابات التي بدأت تنتشر عبر منصات ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة مثل الانستجرام والفيسبوك وتويتر، حيث يظهر علينا بين فترة واخرى شخصيات سواء كانوا رجالا او نساء في مشاهد تصويرية او لقاءات مضحكة وساذجة والبعض الآخر يظهر لنا في مشاهد مخلة بالآداب مثل الرقص والغناء بأسلوب مثير والبعض يصور نفسه على انه شخصية ناقدة ويهمه مصلحتنا والبعض الاخر يعرف بنفسه كشخصية اجتماعية تنصح وتقدم آراء متباينة والبعض يكون هدفه تجاريا وتسويقيا وغيرها من مشاهد التصوير وذلك فقط من اجل الظهورعلى مواقع التواصل الاجتماعي وتحقيق بعض الاهداف الشخصية لعل أهمها الشهرة والتعريف بنفسه لكي يكون حديث المجتمع ولايهم للأسف اذا كانت هذه الشهرة على حساب المحتوى الذي يقدمه حتى لو كان سلبياً او ساذجاً المهم ان يشتهر ويتعرف عليه الجميع ويزيد المعجبين والمتابعين له على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي وللاسف هذه الشخصيات على مواقع التواصل الاجتماعي بدأت تنتشر ومن كافة الاعمار والمستويات لدرجة بدأ البعض يطلق عليهم شخصيات مؤثرة وتجد الاتصالات تنهال عليهم من الافراد والشركات لاستثمار هذه الشهرة التي حققوها ولا يهم اذا كان المجتمع ينظر اليهم بأنهم مهرجون او شخصيات سلبية غير مرغوب فيها تبث اراء وافكارا مغلوطة وترسل رسائل ساذجة عبر اللقاءات او المشاهد التي يقومون ببثها في مواقع التواصل الاجتماعي ما يتسبب في قيام البعض بتقليدهم حتى يحققوا نفس الشهرة دون النظر الى الاعتبارات المجتمعية الاخرى.إن هذه الظواهر والمواقف التي نتابعها خلال الفترة الحالية من بعض هذه الشخصيات عبر القنوات ومواقع التواصل الاجتماعي للأسف قد تستمر خلال الفترة المقبلة خاصة مع نجاح هؤلاء الاشخاص في استثمار هذه الشهرة المزيفة والخادعة للبعض ومثل هذه الشخصيات اصبحت تنتشر في كل دول المنطقة والعالم وعلى مستويات واعمار مختلفة وفي عمان وكما يحدثني بعض الاصدقاء في دول الخليج فان هناك تصديا لهذه الشخصيات وانها غير مقبولة من افراد المجتمع ويطالبون الجهات المعنية بالتدخل والحد من انتشارهم ومن الاراء او التصرفات التي يبثوها في هذا الفضاء والتحكم في كل مايبث من سموم واراء في كثير من الاحيان لان ذلك يسيء لهذه المجتمعات وللعادات والتقاليد حيث اصبحنا اليوم نتوقع من هؤلاء الاشخاص التمادي في تصوير انفسهم في اوضاع مسيئة لمجتمعنا المعروف بالاخلاق والعادات والتقاليد الحميدة وكما يقال « اذا لم تستحِ فاصنع ماشئت « وهذا للأسف مايحصل الآن عند كثير من الشخصيات التي تظهرلنا بين فترة واخرى عبر هذه المواقع الالكترونية او على مواقع التواصل الاجتماعي وهذا نتيجة لعدم وجود المراقبة الكافية والرادع القوي لهذة الفئة التي وللأسف تقوم يوميا ببث السموم ونشر احيانا الاكاذيب وتزييف الحقائق مستغلين هذه القنوات الالكترونية غير المسؤولة والتي في كثير من الاحيان تدار من اشخاص غير مهنيين وغير مؤهلين فمجتمع المهرجين على هدف واحد هو الاساءة لأنفسهم اولا ومن ثم لمجتمعهم ولوطنهم فهذا الفضاء كما يعلم الجميع مفتوح والجميع يتابعه وهناك افراد ومؤسسات متخصصة تتابع وتروج لهؤلاء المهرجين ويذكرونهم بدولهم وبالتالي تتداول مقاطعهم على كافة منصات ومواقع التواصل الاجتماعي وهناك للاسف العديد من الامثلة حدثت خلال الفترة القريبة الفائتة واساءت لنا جميعاً فهؤلاء المهرجون لايمثلون انفسهم عند البعض حيث يتم تسويقهم واستغلالهم على انهم يمثلون مؤسسات وقطاعات معينة او يمثلون بلدهم ، لذلك اصبح من الضروري والمهم وقف هذا التهريج وهذه « الخزعبلات « غير المرغوب فيها والتي تسيئ لنا كعمانيين وكمجتمع يرفض مثل هذه التصرفات وينبذها .من الامور المبكية والمضحكة في نفس الوقت ان الكثير من افراد المجتمع ينتقد هؤلاء الشخصيات المهرجة ورغم ذلك تجدهم يشاركون في التسويق لهم واعادة ارسال الفيديوهات الخاصة بهم او مقابلاتهم وعندما يلتقون بهم يصورون معهم ويتفاخرون بذلك ومن خلفهم تجدهم ينتقدونهم بأسوأ العبارات ويسخرون منهم ! ان هذه التصرفات غير المسؤولة لهذه الشخصيات المهرجة والتي تسيئ كما قلت للمجتمع وللذوق العام تتطلب دورا مهما وأكبر من الادعاء العام خلال الفترة المقبلة للحد من انتشار هذه « الخزعبلات « ووقف هذا التهريج من خلال تطبيق القانون واذا احتاج الامر الى إعداد تشريعات جديدة فيجب الاسراع بها حتى نحمي المجتمع من هذه التصرفات ومن هذه اللقاءات والفيديوهات غير الأخلاقية التي تنشر في مواقع التواصل الاجتماعي ومحاسبة من يقوم بهذه التصرفات فهذه ليست حرية وليس من حق كل شخص وجد مذياعا أو وسيلة اعلامية ان يبث كل مايريد وبلاشك ان قرارات وزارة الاعلام الأخيرة حول تنظيم الصحافة والمنشآت الإذاعية والتلفزيونية الإلكترونية في السلطنة سيكون له دور ايجابي في تنظيم هذا القطاع ومن يعمل فيه ولكن سيبقى الدورالاكبر أولا على الجهات الرقابية مثل الادعاء العام وكذلك هناك دورعلينا نحن كأفراد ان نتعاون ونتصدى لهؤلاء المهرجين بعدم اعادة ارسال مقاطعهم او لقاءاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتسويق لهم وان لانشارك في هذه المهازل و « الخزعبلات « حتى ولو بدون قصد فالجميع مسؤول عن تصرفاته حتى نساهم في تنظيف المجتمع من هذه الشخصيات .