خصب-عنود الشحية
دشن صاحب أعمال بخصب باص برمائي ، وهو الوحيد من نوعه في السلطنة، يسير على الأرض ككافة الحافلات ، ومن ثم يتحول إلى سفينة فور دخوله مياه البحر، ليصبح أبزر معالم ولاية خصب الجذابة.
عبدالرحمن بن أحمد بن اسماعيل الملا صاحب المشروع تحدث لـ"الشبيبة" قائلًا: "طبعا لا يختلف اثنان على أن المقومات السياحية الموجودة في بلدنا الحبيب عُمان غنية ومتوفرة في كل ركن من أركان المحافظات والولايات ، وتعتبر محافظة مسندم بشكل عام وولاية خصب بشكل خاص من أحد أماكن الجذب السياحي في البلاد ، نظرًا لما تحتويه ولاية خصب من خلجان بحرية رائعة وأودية جبلية ذات مناظر خلابة.. وحيث أن السياحة البحرية في ولاية خصب تعتبر الرافد الأكبر للسواح القادمين إليها ، فإني وجدت نفسي أبحر في الاستفسار والبحث عن الجديد والتميز لأنه كان دائما لدي طموح أن أقدم شيئًا مميزًا يخدم القطاع السياحي ، وفي ذات الوقت يعمل على الجذب السياحي للبلد ، وبعد هذا البحث لفت انتباهي هذا المشروع السياحي الفريد من نوعه ، فقمت باستكشافه والخوض في تجاربه من واقع معايشة الشركات العالمية المشغلة له ، والوقوف على سلبياته قبل إيجابياته وخاصة بالأمور التي تتعلق بالأمن والسلامة البحرية وكان بعد ذلك أن توكلت على الله سبحانه وتعالى فترجمت قناعتي بالمشروع بالقيام بشراء الباص البرمائي العجيب بجهد مادي ذاتي ".
وعن العوائق التي واجهته بداية المشروع أشار الملا إلى التأخير في الحصول على الموافقات :" وإن كانت هناك بعض الموافقات أخذت الكثير من الوقت والجهد، إلا أني أحب هنا أن أسجل جزيل التقدير والثناء لجميع الجهات المعنية التي ساندتني معنويا بكل معنى الكلمة ".
وعن فكرة المشروع أوضح عبدالرحمن ذلك ، وقال :" الباص البرمائي العجيب يعتبر وكأنه مركبتين مختلفتين متناقضتين ، من ناحية مركبة برية ومن ناحية أخرى مركبة بحرية ولكنهما متصلتين ببعض لتشكلان مركبة واحدة مزدوجة النوعية ، حيث أنه على الطريق يعتبر باص عادي مثل أي حافلة سياحية برية ينتقل بين الطرق والشوارع بشكل انسيابي طبيعي ، والعكس عند وصوله إلى البحر يتحول إلى سفينة بحرية مثل أي سفينة أو قارب بحري بمواصفات السفن البحرية الطبيعية بشكل كامل ".
وأضاف :"الرحلة البرمائية معنا تعتبر من المغامرات المشوقة حيث أننا دائما نسمع أن هناك مغامرات سياحية يشعر فيها الإنسان بالخوف ، إلا أن هذا الخوف هو ما يسمى بالخوف التشويقي الممتع ، ومعنا تجد السائح يركز و ينظر بلهفة حوله وقد تنتابه العديد من الأفكار والمشاعر بين الإثارة والقلق والترقب والبهجة والسرور كلها في وقت واحد وهذا هو الإبداع والحمد لله تعالى في هذا المشروع مشروع باص خصب البرمائي العجيب الفريد والأول من نوعه في سلطنة عمان ، حيث أن متعة الرحلة تجذب جميع المراحل السنية ".
الباص يلقى إقبالًا كبيرًا، فرحلته تبدأ من مكتب شركة عبدالرحمن الملا "شركة الساحل الذهبي للسفر والسياحة" في وسط ولاية خصب ، حيث يتم نقل السواح في الباص والتجول فيهم بالشوارع الرئيسية في ولاية خصب للاستمتاع بمشاهدة المعالم السياحية و النهضة الشاملة التي حظيت بها الولاية والتي أصبحت شاهدًا حضاريًا تسر المشاهد أثناء التجول بين جنباتها ، وبعد التجول بين أرجاء ولاية خصب يتم التوجه إلى البحر حيث ينتقل السائح وهو جالس في مقعده وفي مكانه من التجول عبر الطرقات البرية ليجد نفسه في مغامرة مشوقة أشبه بالخيال ، حيث أن السائح يجد نفسه يقترب من البحر شيئا فشيئا وما هي إلا لحظات ويجد نفسه داخل البحر وهنا تكمن الإثارة والمتعة التي تحدثه تجربة رحلة باص خصب البرمائي العجيب للسائح حيث أن أحاسيس السائح تكون مليئة بالمشاعر الجميلة المختلطة الرائعة وهو في مكانه وهو على مقعده وذات اللحظة تتحول الأجواء والطبيعة التي حوله وكأنه في الخيال من البر إلى البحر دون الاضطرار إلى الوقوف والنزول من الباص ومن ثم ركوب سفينة بحرية أخرى حيث يتحول الباص إلى سفينة بحرية تبحر به في المياه المطلة على أشهر مضيق في العالم ألا وهو مضيق هرمز ، وتتغير الرؤية لدى السائح من طرقات وشوارع عادية إلى خلجان بحرية والمياه محيطة به من كل جانب، فيستمتع بهذا المنظر البحري الرائع لأحد الخلجان البحرية بولاية خصب، والتي تتصادف أحيانا مع مشاهدة الدلافين البحرية التي تمتاز بها ولاية خصب ، وبعد التجول في البحر يتم الرجوع مرة أخرى نحو اليابسة ، وهنا تبدأ مرحلة أخرى من التشويق والمغامرة بحيث أن السائح يجد الشاطئ يقترب منه، و ما هي إلا دقائق حتى يجد نفسه يغادر البحر ليعود مرة أخرى إلى الشاطئ والطريق البري الذي سيسلكه الباص البر مائي العجيب مرورًا بأحد أهم المعالم الأثرية في خصب ألا وهو "حصن خصب" الشهير وصولا إلى مكتب الشركة مرة أخرى في وسط الولاية ، ليكون السائح قد أمضى بذلك وقتا فيه من الإثارة والمغامرة ما يجعله حديث الذكريات المشوقة له أثناء عودته لوطنه وذويه .
وأفاد الملا بأن مدة الرحلة تستغرق تقريبا ساعتين ، وأما عن الأسعار فهي ( 10 ) عشرة ريالات عمانية للكبار و ( 5 ) خمسة ريالات عمانية للصغار ، و( مجانا ) للأطفال دون خمس سنوات ، علما بأن سعة الباص 34 راكب .
وأشار إلى أن ولاية خصب تتميز بموسم سياحي نستقبل فيه السياح وهو الموسم الشتوي الذي يبدأ من شهر أكتوبر تقريبا إلى شهر أبريل .
وأضاف : "خلال هذه الفترة يكون الإقبال من السواح كثيرًا على الولاية خاصة مع استقبال السفن السياحية العملاقة ، ولكن طبعا هذا العام 2020 توقف العمل السياحي تمامًا بسبب جائحة كورونا كوفيد19 ، التي نسئل الله تعالى أن يزيل هذه الغمة عن كل الأمم ، وطبعا صاحب هذا التوقف التأثير المادي السلبي على الشركة وباقي الشركات، وإلى الآن لا يزال التوقف مستمرا ونأمل إن شاءالله تعالى مع الأيام القادمة تكون أفضل بإذن الله تعالى ، لأن المردود المادي يتطلب الآن الكثير من الوقت لتعويض تلك الخسائر .