مسقط - الشبيبة
في إطار سعي وزارة التربية والتعليم لإتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية وفقاً لأعلى المعايير الصحية العالمية في ظل انتشار جائحة كورونا، كان من المهم تسليط الضوء على مدى نجاح هذه التدابير الوقائية في التخفيف من هذه الأزمة في مدارس السلطنة.
إجراءاتٌ وقائيةٌ ناجحة
في هذا الاستطلاع التقينا بعدد من مدريري المدارس من مختلف المديريات التعليمية في المحافظات تحدثوا عن الإجراءات الوقائية الفعالة التي اتخذت في هذا الشأن، حيث تحدثت ميثاء بنت راشد الغيثية مُديرة مـدرسة صعراء لـلتعليم الأساسي (٥ - ٩) بتعليمية مُحافظة البُريمي: عملت المدرسة جاهِدةً على مُتابعة تفاصيل الجائِحة من مصادرِها الإعلاميَّة الموثوقة وبناءً على ذلك العمل في ظل الظِّروف الاستثنائِية طبقت المدرسة برنامجاً توعويَّاً كبيراً من تثقيف وتوعية وتحذير وتنبيه وتواصل مع أولياء الأمور وإيصال رسالة مجتمعيَّة للجميع بضرورة التَّضامن والعمل وفق المقتضيات الرَّاهنـة، وكانت التَّدابير الوقائِيَّـة جميعُهـا تصب في مصلحة الجميع من حيث توفير اللوائِح والإِرشادات وتعقيم وتطهير البيئة المدرسـيَّة والتوعية بالبرامج ورفع التَّوصيات بالمُستلزمات والاحتياجات لجهات الاختصاص والتواصل مع المعنيين في الجهات المُخْتَلِفةِ من قطاعات صحيَّة وطبيَّة وغيرها، وكل ذلك وفق مُخطَّط زمني هدفُه العام السَّلامة والأمان للجميع.
وأضاف خلفان بن ثاني المخزومي مدير مدرسة أبومحمد الأزدي بتعليمية محافظة جنوب الباطنة: قامت المدرسة بتوزيع التغذية للطلاب في الصفوف منعًا للتزاحم في الجمعية، وتشكيل فريق من المعلمين والإداريين لمتابعة قياس درجات الحرارة، والاطمئنان على الطلاب عند الحضور من بداية الدخول الى المدرسة وقبل الوصول إلى القاعات الدراسية، وتسجيل البيانات في سجل المتابعه الصحيه اليومية، وتوفير جهاز خاص للقياس الذاتي للمعلمين والإداريين، إضافة إلى توفير المعقمات في الفصول الدراسية والممرات وتوفير جهاز خاص للتعقيم اليومي للمكاتب وغرف المعلمين، وتوفير جهاز قياس درجة الحرارة لكل حافلة لقياس درجة الحرارة قبل ركوب الحافلة إضافة الى مطالبة اصحاب الحافلات بتوفير معقمات للحافلات، كما تم توزيع الطلاب على الحافلات بحيث لا يزيد عدد الطلاب عن ١٢ طالبًا لكل حافلة.
ومن جهتها قالت أمل صالح علي البلوشية مساعدة المديرة بمدرسة أم حبيبة (٩-١٢) للبنات بتعليمية محافظة جنوب الباطنة: يوجد الكثير من التجارب الحصرية والمميزة التي ميزت مدرسة أم حبيبة أهمها أنها عقدت اجتماعات عن بُعد لتوعية أولياء أمور الطالبات بالإجراءات الإحترازية التي يجب اتباعها، وتعريف الطالبات بالإرشادات الصحية وأهمية احضار الوجبة الغذائية المتكاملة من المنزل أو شرائها من الجمعية التعاونية وفق آلية محددة، كما وضعت المدرسة خطة طارىء للتعامل مع حالات الاشتباه والإصابة بفيروس كورونا بين الطالبات.
وذكر موسى بن يعقوب الريامي مدير مدرسة صراب للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة الوسطى: هناك العديد من التدابير التي تم القيام بها في المدرسة ومنها : تجهيز مقاييس الحرارة اللازمة لفحص الجميع بشكل يومي وبصورة مستمرة، وتوفير المعدات اللازمة ومنها المعقمات وأجهزة التعقيم وكذلك أجهزة قياس الحرارة الالكترونية وبعض الكمامات، وإلزام جميع الحاضرين للمدرسة من موظفين وطلبة وأولياء أمور بضرورة التقيد بالإجراءات الاحترازية ولبس الكمامة واستخدام المعقم بصورة دورية ، وتم عمل ملصقات ولوحات ارشادية وتم تصميم البوسترات وذلك من أجل ارشاد الجميع بضرورة التقيد بالإجراءات الاحترازية، والسماح للطلبة بالدخول من أكثر من بوابة وذلك تفاديًا للازدحام أيا كان شكله، وضرورة ترك مسافة بين بعضعم البعض.
استجابةٌ فعاله
وأضافت أنيسة بنت محمد الكيومية مديرة مدرسة عاتكة للبنات(9-12) بتعليمية محافظة شمال الباطنة: التدابير الوقائية التي طبقتها المدرسة تكاد تكون متشابهة مع بقية المدارس كونها تنبثق من البروتوكول الصحي، وذلك بتقسيم الطالبات لمجموعتين مع تخصيص قاعات واسعة للمواد الاختيارية أكبر من الفصل الدراسي العادي مع وجود مقياس حرارة وتوزيع العمل بشكل دقيق، بحيث يتم قياس درجة حرارة الجميع حتى ضيوف المدرسة، كما تم تخصيص غرفة منفصلة للسائقين المناوبين حرصا على سلامتهم وتقليل عدد المخالطين لهم، ودشنت المدرسة خدمة الخط الساخن، وتشكيل فرق دعم لحل مشكلات المنصة، وتفعيل منصات التواصل الاجتماعي كالانستجرام للتواصل مع الطالبات، وقد لمسنا من قبل الطالبات والهيئتين التدريسية والإدارية استجابة فعالة لهذه التدابير تنم عن وعي عالٍ، وحس بالمسئولية.
وحول مدى استجابة الطلبة والهيئتين الإدارية والتدريسية لهذه التدابير ومدى نجاحها، قالت أمل البلوشية: الحمد لله كانت الاستجابة من قبل الكادر التدريسي والطالبات استجابة مثالية كما كان متوقع لها ، بفضل الجهود التي بذلتها اللجنة التنفيذية بالمدرسة من أجل التمهيد للتقيد بهذه التدابير ونشر الوعي بجميع الجوانب الاحترازية بوسائل متنوعة مرئية ومسموعة ، كما اتبعت اللجنة مبدأ بث التدابير وسياسة التنفيذ بشكل تدريجي ومتنوع ليشمل جميع الفئات التي تستهدفها اللجنة.
الجميع ملتزم
وأضاف خلفان المخزومي: طبقت المدرسة كافة التدابير الوقائية وفق وثيقة البروتوكول الصحي المعتمد من وزارة التربية والتعليم لمواجهة جائحة كورونا، وكانت الاستجابة ممتازة من الطلبة والهيئتين الإدارية والتدريسية حيث أن الجميع ملتزم بالتدابير الوقائية اللازمة لمواجهة فيروس كورونا.
بينما قال سالم السيابي: تلاحظ لنا من خلال المتابعة بأن الجميع ملتزمين بالتدابير المعمول بها ويشاركون في المحافظة عليها سواء من جانب الهيئة التدريسية أو من جانب أبنائنا الطلبة، والحمد لله المؤشرات حتى الآن تدل على نجاح التدابير حيث تسير الأمور على نحو جيد.
وذكر موسى الريامي: بأن هنالك استجابة كبيرة من الجميع والكل يبدي تعاونه اللامحدود والذي بدوره ينصب في مصلحة الجميع والحمد لله ، فالجميع متقيد وملتزم ولا توجد أي اشكالية تواجهنا في هذا الجانب.
واختتمت ميثاء الغيثية الحديث بقولها: تم توجيه جميع الكادر في المدرسة للإِرشادات العامة وكانت المُتابعة من قِبلنا مستمرة، وما ساهم في كل ذلك التعاون من قِبل الجميع ، حيث كان الجميع على وعيٍ تامٍ ودراية أكيدة بما يتوجب العمل به، وهو ما أثبتتهُ المؤشرات الفعليَّة من عدم تسجيل أي حالة إِصابة بالمدرسة أو مخالطة، ويُعد هذا نجاحاً أوعزَ لنا بأهميَّة الاستمرار على ذات الخُطى، وأيضـاً الاستمرار في التَّوعية والأخذ بكل أسباب السَّلامة وعمل استبانات دوريَّة للأخذ بكل المُعطيات ذات الصِّلة بالأزمة وما يتوجب علينا من خلالها.