مسقط - الشبيبة
ضم الملتقى (9) أوراق عمل على مدار يومين متتالين.
ركز الملتقى على محورين أساسيين في التربية على المواطنة:الأهداف والتطلعات،والتجارب والمبادرات.
هدف الملتقى إلى بناء قاعدة بيانات تحوي دراسات وأبحاث متعلقة بالتربية على المواطنة.
اختتمت مساء الأمس فعاليات ملتقى التربية على المواطنة (الافتراضي) والذي نفذته وزارة التربية والتعليم ممثلة بدائرة المواطنة تحت رعاية سعادة الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم على مدار يومين،حيث خرج الملتقى بمجموعة من التوصيات من أبرزها: تشكيل فريق وطني من عدة جهات حكومية أبرزها وزارة التربية والتعليم لإعداد رؤية مشتركة حول آليات تحقيق أهداف المواطنة والهوية والتراث والثقافة الوطنية، وتعزيز ثقافة الحوار،وإنشاء موقع إلكتروني لتعزيز الهوية وقيم المواطنة لدى أفراد المجتمع في السلطنة،وتضمين مبادئ ومرتكزات المواطنة العالمية في الأنشطة والبرامج والمبادرات الطلابية،ووضع التربية من أجل المواطنة العالمية في أولويات التعليم المدرسي بالسلطنة،وتدريب المعلمين على تطبيقاتها.
تعزيز قيم المواطنة
واستهدف الملتقى العاملين بديوان عام وزارة التربية والتعليم،والمشرفين والمعلمين والمعنيين بدوائر المواطنة بالمديريات التعليمية بالمحافظات،بالإضافة إلى طلبة جامعة السلطان قابوس وجامعة التقنية والعلوم التطبيقية،حيث ركز الملتقى على محورين أساسين هما: التربية على المواطنة -أهداف وأبعاد وتطلعات،والمحور الثاني:تجارب ومبادرات في التربية على المواطنة.
وجاء تنفيذ هذا الملتقى بهدف مواكبة المستجدات العالمية في تعزيز قيم المواطنة والقضايا المرتبطة بها،واستجابة لرؤية عُمان2040 في تحقيق أولوية المواطنة والهوية والتراث،وتحقيقاً لمبادئ وأهداف فلسفة التعليم في السلطنة والتي تدعو إلى تنمية قيم المواطنة في نفوس الناشئة،بالإضافة إلى نشر ثقافة التربية على المواطنة لدى أفراد المجتمع التربوي،وتبادل الخبرات والتجارب المحلية بين الباحثين والمهتمين بموضوعات التربية على المواطنة،إلى جانب بناء قاعدة بيانات تحوي دراسات وأبحاث متعلقة بالتربية على المواطنة.
أولوية وطنية
تضمن برنامج الملتقى الافتراضي في يومه الأول على كلمة الافتتاح والتي قدمها سعادة الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم والتي أكد من خلالها على مدى اهتمام السلطنة بمبادئ وقيم المواطنة قائلا :يعد الاهتمام بالتربية على المواطنة من الأولويات الوطنية الاستراتيجية التي تسعى لتحقيقها رؤية عُمان ٢٠٤٠ والتي كان من أبرز أهدافها إيجاد مجتمع معتز بهويته وثقافته وملتزم بمواطنته؛واستجابة لهذا التوجه الوطني فقد أولت وزارة التربية والتعليم اهتمامها بالتربية على المواطنة، من خلال غرس قيم المواطنة لدى الطلبة، وترسيخ انتمائهم لوطنهم، والتمسك بالثوابت الوطنية وتقدير رموزه وقياداته الذين أسهموا في الحفاظ على مكانته، وذلك بزيادة وعيهم لإيجاد المواطن المسؤول الذي يسهم في تنمية نهضة عُمان المتجددة نحو غد أفضل لمستقبل مشرق لوطننا العزيز في ظل الرعاية السامية لمولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه.
استجابة لرؤية عُمان 2040
وأضاف سعادة الدكتور وكيل الوزارة للتعليم:يعد تدشين ملتقى التربية على المواطنة،والذي جاء بتنظيم من دائرة المواطنة استجابة لأهداف رؤية عُمان ٢٠٤٠، بما يلبي تطلعاتها وأهدافها، كما جاء الملتقى ليعزز الممارسات التربوية التي تنتهجها دائرة المواطنة القائمة على المساهمة في إعداد جيل ملتزم بقيمه الأصيلة واعٍ بحقوقه وواجباته، مستشعرٍ لمسؤولياته تجاه نفسه ووطنه وأمته.
دور وزارة التربية والتعليم
عقب ذلك قامت نظيرة بنت أحمد الحارثية مديرة دائرة المواطنة بوزارة التربية والتعليم،بتقديم كلمة دائرة المواطنة والتي ركزت من خلالها على إبراز دور وزارة التربية والتعليم في تعزيز قيم المواطنة من خلال الدراسات والبرامج المختلفة،وتسليط الضوء على أبرز الأعمال التي تم تنفيذها من قبل دائرة المواطنة سواء تلك الموجه للطلبة او المعلمين،وأكدت على أهمية التركيز على قضايا المواطنة في المؤتمرات والندوات المحلية والعالمية. واختتمت حديثها بأن التوصيات الخاصة بهذا المتلقى سيتم الأخذ بها لتطوير العمل في التربية على المواطنة في وزارة التربية والتعليم وبالتعاون مع المؤسسات والجهات الأخرى المعنية.
محور التربية على المواطنة
تلا ذلك البدء بتقديم جلسات النقاش الخاصة بالمحور الأول( التربية على المواطنة:أهداف وأبعاد وتطلعات)،حيث ترأس جلسات النقاش على بن سليمان الشعيلي،أخصائي مواطنة بدائرة المواطنة بوزارة التربية والتعليم،وتضمن هذا المحور عرض أربعة أوراق عمل.
جاءت الورقة الأولى تحت عنوان (دراسات وبحوث في التربية على المواطنة ورؤيتها المستقبلية)،ألقتها المتحدثة الرئيسية في الملتقى لليوم الأول أ.د. وجيهة ثابت العاني مساعدة عميد كلية التربية للدراسات العليا والبحث العلمي، وأستاذ بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس،حيث تناولت في ورقتها الحديث عن الركائز الأساسية التي تقوم عليها المواطنة،ومحورها الفرد وأهمية غرس القيم الإيمانية فيه، وتأصيلها وتعزيزها بالقيم الخلقية، وقيم الولاء والانتماء باعتبارهما من المطالب الأساسية،وما تواجه مجتمعات العالم في العصر الحالي من تحديات ومشكلات خصوصاً بعد ازدياد تأثيرات العولمة وما افرزته ثورة الاتصال والتكنولوجيا والعالم الرقمي ، وجاءت هذه الورقة البحثية لتسلط الضوء على الفكر الابستيمولوجي لمناهج البحث في التربية على المواطنة كفضاء معرفي يبحث العوائق المعرفية والمنهجية في الدراسات البحثية المتمحورة حول المواطنة.
المحافظة على الهوية العمانية
أما الورقة الثانية فجاءت تحت عنوان (المواطنة في رؤية عمان 2040)،وقدمها الدكتور راشد بن محمد الحجري أستاذ مساعد في أصول التربية بجامعة الشرقية وتحدث حول أن من أبرز ركائز وأولويات رؤية عمان 2040 ركيزة المحافظة على الهوية العمانية والتراث العماني؛ من أجل إعداد جيل واع يواكب المستجدات العالمية سواء المعرفية أو التقنية، ولكن في الوقت نفسه يحافظ على هويته وتراثه وقيمه، ويعتز بمواطنته وثقافته، حريصا على التفاهم والتعايش والسلام على مختلف المستويات المحلية والاقليمية والعالمية،وسلطت الورقة الضوء على الإجراءات التي يمكن من خلالها ترجمة هذه الرؤية إلى واقع ملموس،إلى جانب تقديم مجموعة من المقترحات لتعزيز قيم المواطنة لدى الأجيال القادمة في ضوء رؤية عمان 2040.
وثيقة التربية على المواطنة
ثم قدمت بدرية بنت حمد المشرفية،رئيسة قسم دراسات المواطنة،بدائرة المواطنة الورقة الثالثة والتي جاءت بعنوان (وثيقة التربية على المواطنة بوزارة التربية والتعليم) وهدفت ورقة العمل إلى تعريف العاملين بالحقل التربوي بوثيقة التربية على المواطنة بوزارة التربية والتعليم، والتي تضمنت مصطلحات موحدة في التربية على المواطنة، وأهدافها، ومجالاتها، وأبعادها،كما تضمنت الوثيقة أهم التجارب والخبرات المحلية والإقليمية والدولية الرائدة في هذا المجال، إضافة إلى بعض تطبيقات ووسائل التربية على المواطنة في سلطنة عُمان،ومجموعة من المعايير والمخرجات التي تهدف إلى توحيد وتعزيز برامج وخطط الجهات المعنية بالتربية على المواطنة بوزارة التربية والتعليم.
مفهوم الهوية الوطنية
عقب ذلك قدم عدنان بن راشد بن محمد الشحي،معلم بمدرسة أبو طلحة الأنصاري(10-11) بمحافظة شمال الباطنة الورقة الرابعة تحت عنوان (اتجاهات معلمي الدراسات الاجتماعية نحو الهُوية الوطنية بسلطنة عمان) وهدفت هذه الورقة البحثية إلى التعرف على اتجاهات معلمي الدراسات الاجتماعية نحو مفهوم الهوية الوطنية بسلطنة عمان،حيث بلغت عينة الدراسة (232) معلماً ومعلمة من محافظتي مسقط، والباطنة شمال،واستخدامت هذه الدراسة أداة الإستبانة والمكونة من (44) فقرة موزعة على ستة محاور هي : التنشئة على الهوية الوطنية ، الهوية العمانية، الاتجاهات نحو الهوية الوطنية، الهوية والخصوصية الفردية، تأثير العولمة في الهوية الوطنية، وتعزيز الهوية الوطنية،وأوصت الدراسة بالتأكيد على أهمية دور معلمي الدراسات الاجتماعية في إكساب قيم الهوية الوطنية العمانية لدى الطلاب وعلى مستوى المجتمع العماني والاستمرار في عملية تعزيز الهوية الوطنية، وتفعيل دور المؤسسات التي تسهم في تعزيز الهوية الوطنية للحد من التداعيات الثقافية للعولمة على الهوية الوطنية.
تجارب ومبادرات
فيما تضمن اليوم الثاني تقديم خمسة أوراق عمل تحت المحور الثاني الذي حمل عنوان (تجارب ومبادرات في التربية على المواطنة) جاءت الورقة الخامسة بعنوان )تعزيز المواطنة العالمية في التعليم المدرسي: تجارب وتحديات( قدمها المتحدث الرئيس لليوم الثاني الدكتور خلف بن مرهون العبري،مدير المكتبة الرئيسية بجامعة السلطان قابوس وأستاذ السياسات التعليمية المساعد بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس،حيث سلطت الورقة الضوء على مفهوم التربية من أجل المواطنة العالمية وأهدافها ومجالاتها، وأبعادها،كما استعرضت تجارب مدرسية في إدماج المواطنة العالمية في التعليم،وتوضيح أدوار الهيئة الإدارية والتدريسية في نجاح تعزيز المواطنة العالمية،ومناقشة مجموعة من التحديات التي تواجه المدارس في تطبيق أبعاد المواطنة العالمية، والحلول الممكنة لتذليل هذه التحديات.
أما الورقة السادسة فحملت عنوان (برنامج مقترح لتنمية قيم المواطنة لدى الطلبة في مدارس محافظة مسندم) قدمها الدكتور يوسف بن عبدالله الشحي،مدير مكتب الإشراف التربوي بدبا بمديرية محافظة مسندم وهدفت الورقة البحثية إلى التعريف بواقع تطبيق مدارس محافظة مسندم لفعاليات قيم المواطنة من وجهة نظر المعلمين والمعلمات، وبناء برنامج مقترح لتنمية قيم المواطنة لدى الطلبة في مدارس المحافظة، وتوضيح مراحل تطبيق البرنامج المقترح.
في حين جاءت الورقة السابعة تحت عنوان (مداخل التربية على المواطنة في المدرسة العمانية) قدمها حميد بن مسلم السعيدي،مشرف بالمعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين،وهدفت الورقة للبحث عن مداخل التربية على المواطنة في المدرسة العمانية،من خلال تحليل الوثائق والإصدارات التربوية والمناهج العمانية،وأكدت الورقة على أن المعلم يعد العنصر الأساسي في التربية على المواطنة لدى الطلبة، لأنه المعني بتوظيف الأنشطة والمواد الدراسية والمسابقات الوطنية في المدرسة، من خلال توجيه الطلبة وإرشادهم نحو عملية التعلم، والقيام بدورهم في المشاركة في عملية التعلم.
أما الورقة الثامنة فكانت بعنوان (اتجاهات طلبة الصف الحادي عشر بمدارس التعليم ما بعد الأساسي في سلطنة عمان نحو المواطنة الرقمية وكفاءتهم الذاتية في استخدام الإنترنت) من تقديم يمامة بنت راشد بن سالم المعمرية،معلمة تاريخ بمدرسة كهنات للتعليم الأساسي بمحافظة الظاهرة،وهدفت هذه الدراسة للتعرف على اتجاهات طلبة الصف الحادي عشر بمدارس التعليم ما بعد الأساسي في سلطنة عمان نحو المواطنة الرقمية وكفاءتهم الذاتية في استخدام الإنترنت.
من أجل الوطن
وجاءت الورقة التاسعة تحت عنوان ( تطبيق كتاب من أجل الوطن - تفاعل إيجابي وشعور بالمسؤولية) قدمتها صابحة بنت سليمان الهيملية،أخصائية مواطنة بدائرة المواطنة حيث قامت هذه الورقة بالتعريف بمشروع من أجل الوطن -تفاعل إيجابي وشعور بالمسؤولية، وتحديد آلية تنفيذه من خلال المراحل والخطوات التي يتألف منها المشروع، بجانب إبراز جهود المدارس التي طبقت المشروع منذ بداية العام الدراسي 2017/2018 وحتى العام الدراسي 2019/2020، وعرض نماذج لبعض المشاريع الطلابية التي تم تطبيقها فعلياً بمختلف المديريات التعليمية بمحافظات السلطنة، والتي أسهمت في إيجاد حلول لبعض المشكلات والظواهر في المجتمع المحلي.