مسقط - العمانية
قال الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بيان المدير الإقليمي بشأن كوفيد-19 ،إن الوضع المرتبط بكوفيد-19 في إقليمنا خطيرٌ ويبعث على القلق. وبوجه عام، هناك زيادة حادة في حالات الإصابة في جميع أنحاء الإقليم، حيث وثَّقت بعض البلدان مؤخراً - من بينها إيران والعراق والمغرب والأردن وتونس وليبيا - أعلى عدد من الحالات المُبلَّغ عنها في يوم واحد منذ اندلاع الجائحة.
كما أن بعض البلدان، مثل إيران، تسجل أعلى أعداد من الوفيات.
وقد شهدت الاستجابة لكوفيد-19 على مدى الأشهر التسعة الماضية توسيع البلدان لقدراتها ومواردها إلى الحد الأقصى، كما أن المجتمعات تسعى إلى قبول "الوضع المعتاد الجديد" والتعايش معه.
غير أن الاتجاه الحالي في الإقليم يشير إلى أنّ ما قمنا به حتى الآن لم يكن كافياً على الرغم من العديد من الجهود الرائعة التي بذلناها حتى هذه اللحظة.
وهذه الزيادة غير المسبوقة بمثابة تذكير صارخ بضرورة أن تقوم الحكومات والمجتمعات المحلية والشركاء، ومن بينهم منظمة الصحة العالمية، بالكثير والكثير لتغيير مسار الجائحة.
ولكن من المؤسف - ومن المفهوم - أن البلدان والسكان يصلون إلى مستويات أعلى من الإحباط والإجهاد مع استمرار الجائحة في تدمير سُبُل العيش والاقتصادات الوطنية.
ونشهد حالياً حركات عالمية مناهضة لحظر الخروج؛ بينما لا يزال الالتزام بالسلوكيات التي نعلم أنها تعمل على الحد من انتشار الفيروس - لا سيّما استخدام الكمامات والتباعد البدني - غير كافٍ، وينطبق ذلك على العديد من بلدان الإقليم.
ومع استمرار الإجهاد المرتبط بكوفيد-19، نتوقع أن يزداد الوضع سوءاً، وستكون الأشهر المقبلة صعبة علينا جميعاً حيث يشهد الفيروس مزيداً من الفرص للانتشار. ومن المرجَّح أيضاً أن يؤدي موسم الأنفلونزا الذي من المُنتظَر أن يبدأ قريباً إلى تفاقم الوضع.
ومع تزايد عدد المصابين في جميع أنحاء الإقليم، سيستمر تزايد الضغط على النُظُم الصحية والعاملين الصحيين وهم يتكبّدون المشاق من أجل تلبية الطلب على الخدمات المرتبطة بكوفيد-19 والخدمات غير المرتبطة به.
وعلى الصعيد الإقليمي، نرصد بقلق تزايد عدد الحالات كل يوم، ونعكف في الوقت الحالي على تعديل توصياتنا لتتناسب مع البلدان، استناداً إلى الوضع الوبائي والسياق المتغيّر.
ونحن بحاجة إلى اتباع نهج أكثر تكثيفاً واستهدافاً فيما يتعلق بالترصُّد والاختبار وتتبُّع المخالطين. ويجب أن تدرك المجتمعات الدور الحاسم الذي تضطلع به في المساعدة على وقف انتشار الفيروس من خلال تبنّي سلوكيات وقائية.
لقد انقضت تسعة أشهر منذ اندلاع الجائحة وما زال من السابق لأوانه الاسترخاء أو العودة إلى العمل المعتاد، فحياة ملايين الناس وسُبُل عيشهم وعافيتهم معرَّضة للخطر، وكذلك حياة أُسرنا وأحبّائنا.
ومن شأن الخيارات التي سنتخذها في الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة كأفراد ومجتمعات وبلدان أن تُقرر، في نهاية المطاف، ما إذا كانت هذه الجائحة الفتّاكة ستجتاحنا مجتمعين بصورة أعمق أو ما إذا كنا سنتغلّب مجتمعين على الفيروس ونتعافى منه.