العماني الذي قاد كبرى الشركات العالمية بنجاح

مزاج الأحد ١٣/سبتمبر/٢٠٢٠ ١٢:٥٩ م
العماني الذي قاد كبرى الشركات العالمية بنجاح

أصدر 3 كتب هي: «العرب تحت»، وهي رواية عن صحفي عربي و»لآلئ من جزيرة العرب» و»عرب بعيدين عن الأنظار»

مسقط - خالد عرابي

كشف مقطع فيديو لإحدى المواقع الإخبارية وتداولته وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا عن الشخصية العمانية التي نجحت في قيادة واحدة من أكبر الشركات العالمية لتقود نجاحاتها وتجعلها ترفع جملة رأسمالها من 10 إلى 30 بليون دولار في أعوام .. أنه محمد بن محفوظ العارضي.. فما هي قصته؟.. «الشبيبة» تستعرضها لكم في السطور التالية من خلال ما رصدته من مقطع الفيديو المتداول و كذلك عبر « ويكبيديا».

عمل العارضي على إصدار 3 كتب الأول هو: «العرب تحت»، وهي رواية عن صحفي عربي يأخذ عائلته في عطلة إلى نيوزيلندا حيث يستكشف الفجوة الحاصلة في التفاهم بين الثقافات العربية والغربية، ويصل إلى نتيجة بأن المستقبل سيكون أكثر إشراقا من خلال السلام والمصالحة. والكتاب الثاني هو «لآلئ من جزيرة العرب» وهي مجموعة من الأمثال المستقاة من سيرة النبي محمد، والتي تهدف إلى توجيه القارئ إلى الجوانب البسيطة والسلمية والمشرفة للحياة. بالإضافة إلى كتاب «عرب بعيدين عن الأنظار» الذي يسلط الضوء على نخبة من الشخصيات البارزة التي أسهمت من خلال أعمالها ومنجزاتها في نهوض المجتمعات العربية وتطورها.

محمد بن محفوظ العارضي لواء ركن طيار متقاعد يشغل منصب رئيس مجلس الإدارة التنفيذي في انفستكورب ورئيس مجلس إدارة بنك صحار، ورئيس مجلس إدارة البنك الوطني العماني سابقا، وكان أصغر عماني يشغل منصب قائد سلاح الجو السلطاني العماني في تاريخ السلطنة، وتعتبر فترة خدمته في هذا المنصب الأطول مقارنة بغيره، ولكنه تقاعد من منصبه بعد عشر سنوات من النجاح الاستثنائي وكان لا يزال في مطلع الأربعينيات ليعود إلى مقاعد الدراسة طالبا في كلية جون إف كيندي بجامعة هارفارد، حيث حصل على درجة الماجستير في الإدارة العامة، وأعجب بمثابرته وقصة عودته إلى صفوف الدراسة رئيس مجلس إدارة شركة انفستكورب العالمية نمير قيردار وعرض عليه الانضمام إلى مجلس إدارة الشركة ، وفي العام 2014 قرر قيردار التقاعد وفي اطار محافظته على الثقة العالمية في الشركة والتجديد العربي وتحقيق الأرباح اختار العارضي الذي كان عضو مجلس الإدارة غير التنفيذي بالشركة ونجح العارضي في استكمال مسيرة الشركة العالمية وتنوع استثماراتها وزيادة قدرات منافستها العالمية وتحقيق الأرباح وحمل المسؤولية وحققت الشركة على يديه نجاحات كبيرة في أعوام قليلة لتقفز استثمارات الشركة تحت إدارته من 10.8 بليون دولار عند توليه ولتصل إلى 31 بليون دولار في نهاية عام 2019 م.

البداية من صور

ولد محمد بن محفوظ العارضي في ولاية صور، وكان والده يشغل منصب رئيس مكتب الجمارك الإقليمي. وبسبب متطلبات مهنة والده، تنقلت أسرته خلال طفولته المبكرة عدة مرات وإلى العديد من المناطق المختلفة بالسلطنة، منها جزء كبير في الباطنة، حتى استقرت في العاصمة مسقط، كانت فترة طفولة العارضي مليئة بالتحديات والصعوبات، ليس فقط على مستوى عائلته بل على مستوى سلطنة عمان ككل. فلم تكن خدمات الكهرباء والمياه متوفرة للسكان خلال تلك الفترة.

وتتحدث موسوعة «ويكيبيديا» عن تأثر العارضي الأب بالتجارب العديدة التي مرت بها عائلته والسلطنة بشكل عام. دخل مجال الخدمة العامة عندما كان في سن مبكرة، حيث لعب والده دورا رئيسيا خلال هذه المرحلة، فقد شجع ابنه على الالتحاق ببرامج التدريب الوظيفي في المؤسسات الحكومية بدلاً من حضور المخيمات الصيفية وممارسة الألعاب الرياضية والسفر.عمل العارضي لفترة وجيزة كمتدرب في «وزارة النفط والغاز»، وديوان البلاط السلطاني، قبل أن ينضم إلى سلاح الجو السلطاني العماني عندما كان في سن السابعة عشرة.

مقاتل في سلاح الجو

وتشير «ويكبيديا» إلى أن محمد العارضي بدأ حياته العملية كطيار مقاتل في سلاح الجو السلطاني العماني، وتخرج من «الكلية الملكية للقوات الجوية» في كرانويل، حيث حصل على درجة البكالوريوس في العلوم العسكرية. كما درس في كلية القيادة والأركان في براكنيل بالمملكة المتحدة و «جامعة الدفاع الوطني» في واشنطن العاصمة. وخلال فترة قيادته لسلاح الجو السلطاني العماني، تولى العارضي قيادة اللجنة العمانية- الأمريكية العسكرية المشتركة، واللجنة العمانية- الإيرانية العسكرية المشتركة. وفي النهاية تم تعيينه في منصب قائد سلاح الجو السلطاني العماني، وبقي في هذا المنصب لمدة عشر سنوات. وخلال تلك الفترة، بذل العارضي جهوداً كبيرة لتوحيد المشتريات العسكرية لدول الخليج. وتقاعد من منصبه برتبة لواء ركن طيار. وتقديرا للمساهمات الكبيرة التي قدمها لسلاح الجو السلطاني العماني، كرمه السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- في العام 2000 بوسام الشرف السلطاني، وهو أرفع تكريم يمنح في سلطنة عمان؛ كما حصل العارضي على وسام الأمجاد ووسام الاستحقاق تقديراً لما قدمه من جهود في مجال الخدمة العامة.. وبعد انتهاء خدمته العسكرية، حصل العارضي على درجة الماجستير في الإدارة العامة من «كلية جون إف. كينيدي للدراسات الحكومية» في جامعة هارفارد. وبعد تخرجه، عاد العارضي إلى السلطنة للعمل مع عائلته في مجال الأعمال التجارية.

في العام 2010، تم تعيين محمد بن محفوظ العارضي في منصب نائب رئيس مجلس إدارة «البنك الوطني العماني»، أحد أكبر المؤسسات المالية في السلطنة ، كما شغل منصب رئيس لجنة الائتمان التابعة للبنك. ومن خلال منصبه، أشرف العارضي على إستراتيجية نمو البنك وبرامج المسؤولية الاجتماعية المؤسسية، وخاصة تلك التي تركز على جيل الشباب.. وتحت قيادة العارضي، نجح «البنك الوطني العماني» في توسيع نطاق أعماله ليشمل الخدمات المصرفية الإسلامية، كما رعى البنك مؤتمرا حول الخدمات المصرفية الإسلامية وأقام مجموعة من البرامج التدريبية حول هذه الخدمات لموظفيه. وتسلم العارضي، بالنيابة عن «البنك الوطني العماني» جائزة «أفضل بنك للعام 2012» المرموقة من مجلة «ذا بانكر» والتي تمنح للمؤسسات المالية المتميزة على صعيد الخدمات المصرفية العالمية.

في مجالات الطاقة، العقارات، السياحة

شغل محمد العارضي منصب رئيس مجلس إدارة شركة «رمال للمشاريع الاستثمارية»، المفوضة من قبل الحكومة لتوجيه الاستثمارات في مجال التطوير العقاري والنفط والغاز وتكنولوجيا المعلومات. كما ترأس شركة «سندس للمشاريع الاستثمارية» التي تقوم ببناء فندق روتانا الأول في العاصمة مسقط بالإضافة إلى مشاريع تطويرية أخرى لدعم الأهداف الطموحة للسلطنة في المجال السياحي وفقاً للخطط المحددة في الرؤية الاقتصادية 2020 التي وضعتها الحكومة العمانية. ووصل حجم استثمارات «سندس» في المشاريع الفندقية بسلطنة عمان حتى مايو 2013 إلى 60 مليون دولار، وتخطط لتطوير أربعة فنادق جديدة في عُمان، من بينها فندق «صديق للبيئة» في الجبل الأخضر، إلى جانب منتجع في ظفار وآخر في صحار. وتعليقاً على تركيز شركته على الاستثمار في القطاع الفندقي، قال العارضي: «يتمتع القطاع الفندقي المحلي بإمكانات واعدة لم يتم استغلالها بعد بالشكل الصحيح، لذا نركز على الاستثمار في هذا القطاع الحيوي بسلطنة عمان وذلك لتمتعها بكافة المقومات التي تجعلها من أكثر الوجهات السياحية جاذبية في المنطقة بفضل طبيعتها الخلابة وتضاريسها المتنوعة وشعبها المضياف، إلى جانب الاستقرار السياسي والاقتصادي، والازدهار المتواصل. كل هذه العوامل مجتمعة تدفعنا لتركيز استثماراتنا في المجال الفندقي». وإلى جانب ذلك، شغل العارضي منصب رئيس مجلس إدارة شركة العارضي لخدمات الطاقة، التي توفر خدمات الدعم لقطاع النفط والغاز في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي. كما شغل أيضا منصب عضو مجلس إدارة ثم رئيس شركة «إنفستكورب»، المؤسسة العالمية الرائدة المتخصصة في إدارة الأصول البديلة، والتي تركز على منطقة الخليج وذلك خلال الفترة من 2014 -2019 ونجح في رفع استثماراتها من 10.8 إلى 31 بليون دولار.

يشغل العارضي منصب عضو المجلس الاستشاري الدولي لمعهد بروكينغز في واشنطن العاصمة، وهو عضو مجلس أمناء برنامج أيزنهاور للزمالة في فيلادلفيا. ويعشق العارضي الطبيعة والهواء الطلق، ومن بين هواياته تسلق الجبال، حيث نجح في تسلق جبل كليمنجارو في أفريقيا. ويعيش في العاصمة مسقط مع زوجته ولديه ثلاث بنات وولدان. واستناداً إلى خبراته السابقة، يشارك العارضي في مؤتمرات وفعاليات داخل السلطنة وخارجها كمتحدث حول عدة موضوعات منها التجارة الدولية والعقارات والسياحة والعلاقة بين الشرق الأوسط والغرب وأمن الخليج وغير ذلك.

قفزت استثمارات شركة انفستكورب بإدارة العارضي من 10.8 إلى 31 بليون دولار في 5 سنوات