مسقط-ش
أكد نائب رئيس عمليات منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في فيديكس إكسبريس طارق هنيدي أن الشحن الجوي يشكل في الوقت الحالي شريان الحياة بالنسبة للحكومات والاقتصادات خلال فترة الإغلاق الذي تم فرضه في جميع أنحاء العالم منذ تفشي جائحة كوفيد-19. وحرص قطاع الشحن الجوي في تلك الفترة على ضمان حصول الناس على مستلزماتهم الضرورية، مثل حزم الإغاثة في حالات الطوارئ، والمواد الأساسية مثل اللقاحات ومعدات الفحص الطبي والمستحضرات الدوائية، من خلال تعديل مسارات الطيران ورفع الطاقة الاستيعابية لرحلات الشحن من أجل تلبية ودعم الطلب المتزايد. ومع استئناف الرحلات الجوية للركاب وإعادة فتح الأنشطة الاقتصادية بعد الإغلاق، نشهد حالياً ظهور توجهات اقتصادية جديدة جراء أزمة كوفيد-19؛ وأسهمت هذه التوجهات في إحداث تأثير إيجابي على قطاع الشحن الجوي وبيئة الأعمال بشكل عام، ونتوقع لها أن تستمر حتى فترة طويلة.
واضاف نائب رئيس عمليات منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في فيديكس إكسبريس إلى أن التغيرات في سلوك المستهلكين أثناء الجائحة وتفضيلهم للتسوق عبر الإنترنت بدلاً من زيارة المتاجر أسهمت فعلياً في نمو قطاع التجارة الإلكترونية وارتقائه إلى آفاق جديدة. ووفقاً لشركة نيلسن لأبحاث السوق ، الذي نشر في مايو من العام 2020 فإن المستهلكين تسوقوا أقل في محلات السوبر ماركت خلال فترة تفشي الجائحة، بنسبة 64% في الإمارات، و54% في الكويت، وأكثر من 40% في كل من البحرين وسلطنة عُمان. وفي حين أن التجارة الإلكترونية أتاحت الفرصة أمام الشركات الصغيرة للوصول إلى مستهلكين وأسواق جديدة، ساهمت أزمة كوفيد-19 في تسريع وتيرة التواصل عبر الإنترنت بالنسبة للمستهلك والبائع على حد سواء.
وقال:ستزداد الحاجة إلى المزيد من خدمات الشحن الجوي لتلبية المتطلبات المتنامية، لا سيما مع ارتفاع عدد الشركات التي بدأت بتأسيس حضور إلكتروني لها، إما للحفاظ على الزبائن الحاليين أو لتحقيق أقصى استفادة من هذا التوجه المزدهر والفوز بأعمال جديدة. وفي السياق نفسه، ومنذ انتهاء فترة الإغلاق في العديد من الدول واستعداد الناس للإنفاق من جديد، يشهد إنتاج وتصنيع المنتجات ارتفاعاً، مما يوفر أمام قطاع الشحن الجوي مزيداً من الفرص التجارية والنمو.
وكان الشحن الجوي في السابق ينقل بضائع بقيمة أكثر من 6,4 تريليون دولار أمريكي ، والتي تمثل مايقرب من 35% من التجارة العالمية. واليوم، ساهمت قدرة الشحن الجوي في الحفاظ على استمرارية حركة التجارة، حتى أثناء حظر التجول والإغلاق، برفع قيمته في دعم انتعاش سلاسل التوريد وقطاع النقل الجوي.
وبما أن أزمة كوفيد-19 مهدت الطريق أمام ظهور توجهات جديدة وتطوير الشركات إمكانيات وقدرات جديدة للانتعاش، فمن المهم أن يدرك قطاع الشحن الجوي الدروس المستفادة من الجائحة لدعم الاقتصادات بشكل أفضل.
ومرة تلو الأخرى، سلطت جائحة كوفيد-19 الضوء على ضرورة تطبيق سبل جديدة ومبتكرة للتحرك والاستجابة السريعة في المواقف المتغيرة. كما عززت الجائحة من أهمية التخطيط والإعداد لإدارة الأعمال بسلاسة في حال حدوث أزمة أخرى.
واستعداداً للمستقبل، من المهم أن تستمر الحكومات ومزودو الشحن الجوي في التواصل والحوار بشأن دعم وتعزيز قطاع الشحن الجوي. ويمكن لقطاع الشحن الجوي المساهمة بشكل أكبر في تطوير الاقتصاد، في حال توفر البنية التحتية المناسبة والقوى العاملة الماهرة والدعم المالي الكافي.
ولا شك أن قطاع النقل الجوي يمر حالياً بأوقات عصيبة للغاية. ومع ذلك، فإن التوجهات الجديدة والدروس التي نتعلمها من الظروف الحالية ستساهم في تعزيز الشحن الجوي على المدى البعيد. وبما أن قطاع الشحن الجوي يسهم في تسهيل حركة تجارة دولية متواصلة، فقد تطور ليصبح عاملاً مهماً لانتعاش الاقتصادات في جميع أنحاء العالم.