بقلم: محمد بن رامس الرواس
في بدايات ظهور فايروس كورونابالسلطنة بشهر فبراير من العام الحالي 2020م وانتشاره لم تكن استجابة الناس لدعوات الحرص لأخذهم احترازات الوقاية مثل يحدث اليوم ، ومع مرور الاسابيع ازداد الاقبال والوعي الصحي، وارتفع مستوى الحرص العام والسلوك الصحي بنسبة متوسطة ، ورغم قيام اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فايروس كورونا واستمرار حثها المتواصل للمواطنين والمقيمين بالسلطنة لاتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة بجانب اصدارها لجملة من القرارات والارشادات، ومتابعتها لتنفيذ العديد من البرامج التي تودي الى السيطرة على حالات انتشار الفايروس ، الا ان عدم انتظام الوعي المجتمعي شهد خلال الفترة ما قبل بداية أبريل والذي تم فيه اغلاق محافظة مسقط ثم تلاها قرار الاغلاق الصحي لولاية مطرح الذي بلغت فيها عدد الإصابات ما يتجاوز 45% من اجمالي الاصابات بالسلطنة ككل ، بعد ذلك تم اغلاق محافظة ظفار في يونيو ،وبعدها بدأت الارقام ترتفع بشكل لا يصدق بسبب اعادة فتح المحلات التجارية صاحبها اقبال كبير من الناس دون وعي صحي ، فظهرت العديد من حالات الانتشار الجماعي للإصابات في دلالة واضحة على عدم انتظام المواطنين والمقيمين في الاقبال على الاخذ بعوامل الوقاية واتباع تعليمات اللجنة العليا واخذهم الاشتراطات المطلوبة بمحمل الجد ، بل كان هناك تهاون واضح ، مما ادى الي استمرار خطر تفشي الوباء.
" الحالات تتزايد ولم نصل للذروة بعد، ما زلنا في الصعود والاحتياطات التي اتخذتها السلطنة والتي تواصل اتخاذها مستمرة في وتيرة يمكن التعامل معها " وزير الصحة معالي الدكتور أحمد السعيدي
بنهاية يوليو وبداية أغسطس بدأت بوادر الانخفاض تظهر حسب ما اورده التقرير الصادر عن وزارة الصحة ، وبدء التخطيط لمرحلة ما بعد الذروة التي نعيشها هذه الايام بمنتصف أغسطس الجاري، والواقع انني ما زلت مقتنعاً أن القانون هو صاحب اليد الطولي في مرحلة ما بعد الذروة حتى لا ننجرف الى ترك الحذر واستبداله بفرضية ان الوباء قد زال.
تعقيباً على ما سبق ذكره احب ان اشير الى أن الوقاية الشخصية هي لب الموضوع ومربط الفرس كما يقولون ، حيث إن اكتشاف الاصابة بالفايروس كوفيد 19 مبكراً تساعد على نجاح العلاج بإذن الله ، ومن باب أولى بأى شخص يشتبه في اصابته أن يسارع الى اقرب مؤسسة صحية من أجل الفحص والتحليل وحصوله على ارشادات العزل واعطائه العقارات المتوفرة لحالته المرضية و فترة علاجه وعزله حيث أن التشخيص المبكر يساعد على الشفاء بإذن الله ، وعلينا أن لا ننكر الاعراض عند ذهابنا للطبيب او تواصلنا معه عبر الهاتف ، حيث أنه قد لا تظهر الاعراض مجتمعة في بداية الوباء فيجب ان نكون متيقظين ، فصحتك اغلى ما تملك ، والقصور في أدلاء بالمعلومات قد يكلفك الكثير ، حفظنا الله جميعا من كل سوء وجنبنا المرض والوباء.