عمّان - ش- العمانية
أكد المفكر الأردني الدكتور إبراهيم بدران إن المنطقة العربية لن تتقدم إلى المستقبل إلّا إذا تبدّلت وتغيّرت العقلية المجتمعية، وتطورت ثقافة المجتمعات لتقترب من حالات التفوق لدى الآخرين.
وأورد بدران في محاضرة نظمها له منتدى الفكر العربي عبر تقنية الاتصال المرئي للحديث عن كتابه الأخير "الدولة العربية من السلطوية إلى الحداثة"، أرقاما ومؤشرات وصفها بأنها "تصدم العقل العربي"؛ موضحًا أن نسبة البحث عن عمل لدى الخريجين الجامعيين تمثل أعلى نسب البحث عن العمل بالمنطقة العربية، وأن نسبة البحث عن عمل عامة تبلغ 7ر15%، والفقر 5ر20%، بينما تصل قيمة العجز الغذائي إلى 35 مليار دولار.
وقال الأمين العام للمنتدى د.محمد أبوحمور إن الإشكالية الحضارية العربية هي أزمات وتحديات مترابطة نتيجة غياب الرؤية الواضحة التي تبدأ بتطوير الهوية والثقافة والمواطنة، إضافة إلى أن الاستقطاب السياسي للثقافة والعمل الثقافي أدى إلى فشل الاستفادة من التنوع والتعددية.
وأكد أبوحمور أن المجتمع ينبغي أن يحقق تقدمه بأدواته الذاتية وبعقول أبنائه، ومن هنا فإن فكرة الاعتماد الذاتي لا تتأتى إلا من داخل المجتمع نفسه بشروط الوحدة والتماسك والتعاون.
وقالت أستاذة الفلسفة في الجامعة اللبنانية د.ماغي عبيد في مداخلتها أن دور النخبة الواعية والمثقفة من المفكرين العرب لا بد منه لبناء وطن عربي عصري على أسس عقلانية وعلمية؛ مؤكدة أهمية التربية القائمة على تعلم الإنسان كيفية التفكير الحر الموضوعي والبنّاء، والثقافة الواعية التي تضمن الحرية والسيادة والاكتفاء الذاتي.
وقال أستاذ التاريخ في الجامعة الأردنية د.علي محافظة إنّ 25% من المجتمع العربي تعتقد أن الماضي هو المستقبل، مضيفًا أن الوطن العربي دون الوحدة لا يستطيع تحقيق نهوض اقتصادي. وأضاف أنه لا يمكن للصناعات أن تتقدم وتتطور دون التخلص من التجزئة، وأن تراجُع مستوى التعليم هو نتيجة طبيعية للانهيار على المستويات المختلفة.
وبيّن الباحث اليمني د.عبد الناصر المودع أن هناك أزمة حداثة لكن ليس هنالك حداثة، فالتحديث يقتصر على المظاهر الخارجية وليس على البنية المعرفية. وأكد أن إضعاف الهوية الوطنية الجامعة يؤدي إلى طغيان الهويات الفرعية ويعيق تحول المجتمعات نحو الديمقراطية.
يُذكر أن كتاب "الدولة العربية من السلطوية إلى الحداثة" صدر عن دار الشروق في عمّان (2020)، ويناقش مؤلفه فيه مفاهيم الدولة الحديثة، والدولة العربية الراهنة، والتصنيع كمحرك للتحولات الاجتماعية، والثورة الصناعية بوصفها رافعة للتعليم، والتسامح والحداثة والتقدم.