مسقط - خالد عرابي
أطلق أحمد الموسوي مؤخرا مشروعه العماني المنشأ، الخليجي الآثر، والعالمي الطموح، حيث يهدف من ورائه إلى إيصال الإيقاعات العمانية بل والخليجية إلى العالمية ولكن بطريقة يرى أنها مبتكرة وحديثة بل وفريدة من نوعها إذ أنها قريبة من فكرة توظيف الذكاء الإلكتروني في الموسيقى، علاوة على أن مشروعه يعد بمثابة مكتبة تضم الإيقاعات الخليجية كاملة وبجودة عالية.. "الشبيبة" حاورته ليحدثنا عن هذا المشروع وكيف بدأه وإلى أين أنتهي حتى الآن.
في البداية قال الموسوي: مشروعي هو برنامج مختص لصناع الموسيقى للموزعين الموسيقيين والملحنين وفناني الدي جى .. لأطلقت عليه اسم Khaliji: Drums of Arabia وتعد فكرته فريدة من نوعها ومبتكرة وذلك لأنه يعد الأول من نوعه في هذا الإطار، فهو عبارة عن برنامج يقوم بعزف إيقاعات عمانية وخليجية بوجه عام أوتوماتيكيا على الأغنية أو النشيد وهو شبيه نوعا ما بالذكاء الإلكتروني.
وأضاف الموسوي قائلا: على سبيل المثال بإمكانك تشغيل الأغنية أو النشيد الذي تعمل عليه وتختار الإيقاع الذي تحبه ويتطابق مع تفاصيل العمل من سرعة وميزان أوتوماتيكيا، كما ويعطيك الحرية التامة لاختيار الآلات المفردة وتغيرها .. ولله الحمد فمنذ أن دشنت البرنامج وخلال الأسبوع الأول له لاقى رواجا واسعا ليس في السلطنة فحسب بل في عدة دول خليجية، وقد أثنى عليه العديد من صناع الموسيقى في المنطقة وأبدوا إعجابهم به و بمستوى الجودة التي يقدمها.
وبسؤاله عن أهداف المشروع قال الموسوي: هدفي الأسمى هو إيصال الإيقاعات العمانية والفن العماني بوجه عام إلى السوق الخليجي والعربي ثم العالمي، ويأتي هذا بتوفيرها لصناع الصوت وأيضا بتطويرها وتقديمها بطابع فريد ومميز مع الإبقاء على روح الأصالة وما تملكه من ثراء في الموروث الفني .. أما الهدف الثاني فهو نشر الإيقاعات الخليجية بأنواعها في العالم وتوفيرها لجميع صناع الموسيقى في كل مكان بحيث نحثهم ونلهمهم على استخدام وتوظيف هذه الفنون العريقة في الموسيقى العالمية بأي وسيلة، فإذا اسمتعنا إلى آلة الرحماني أو الكاسر أو الزير أو أي من الآلات الخليجية في عمل عالمي أو فيلم سينمائي هو الحلم الذي نسعى لتحقيقه.
وقال الموسوي: جاءت فكرة المشروع من منطلق أنه من خلال معرفتي وبحثي وجدت أنه لا توجد أي مكتبة رسمية تضم إيقاعات خليجية كاملة وبجودة عالية، فبدأت في برمجة هذا البرنامج منذ عامين ونص تقريبا إلى أن جاء اليوم الذي انتهيت فيه منه وإصداره وهو يعد أول برنامج من هذه النوعية في الخليج. فمشروعي كشركة صغيرة لصناعة المكتبات الصوتية وليست لبيع الخلفيات الموسيقية كما قد يظن البعض. وتعتبر أول شركة خليجية مختصة في صناعة الأصوات العربية بوجه عام والخليجية بوجه خاص.
وقال: حتى الآن يظل المشروع قائم على التمويل الذاتي ولم أحصل على دعم من جهات التمويل الشبابية أو التي تدعم المؤسسات الصغيرة و المتوسطة أو أي مكان مع العلم أنني سعيت للحصول عليه، وذلك لأنني أرى أنه لو كان هناك الدعم الكافي لكان سرع من إنجاز المشروع وتكبيرة. ولكن ما ينبغي الإشادة به هو أنني وجدت الدعم المعنوي من العديد من الأفراد وهذا ما أعطاني القوة والشجاعة والاستمرار حتى رأى المشروع النور.
وبسؤاله عن الصعوبات أو التحديات التي واجهته في تنفيذ هذا المشروع قال: الصعوبات كثيرة في مشاريع مثل هذه لأنه لا يوجد أي شخص في المنطقة بإمكانك استشارته ويجب عليك التجربة والاخفاق عدة مرات إلى أن تصل للنتيجة المرجوة. ومن جانب آخر أكثر شيْ صعب واجهني هو مسالة الوقت بحيث كنت لا أستطيع العمل على البرنامج إلا في عطلة نهاية الأسبوع وبعض الأيام التي لم يكن لدي انشغال بالأستوديو الخاص بي فيه، كما كنت أتمنى إيجاد الدعم الكافي لكي اتمكن من سرهة أنجاز المشروع و رفع سقف قوة وجودة البرنامج وتقديمه ونشره عالميا بصورة أكبر، ولكني على أمل بأن أجد الدعم الكافي مستقبلا وأتوسع في هذه المشروع و في عدد من البرامج القادمة.
أما عن الخطط المستقبلية له فقال: أطمح لإنتاج برامج أخرى عديدة من نفس النوعية ولدينا خطة لعمل برامج من هذا النوع لمدة ٥ سنوات من الآن وقد بدأنا في العمل على برنامجين آخرين وسوف نعلن عنهما في القريب العاجل إن شاء الله.
الجدير بالذكر أن أحمد بن طه بن ماجد الموسوي هو صاحب الفكرة والقائم على هذا المشروع وأن هذه المبادرة جاءت من خلال خبراته السابقة في هذا المجال حيث يعمل كمؤلف موسيقي ومهندس صوت بخبرة تمتد في هذا المجال إلى نحو 20 عاما، وأول من اختص بهذا المشروع وعمل عليه بتفرغ تام وجعله شعله الشاغل أي بفكرة وكأنه وظيفة بدوام كامل وليست هواية، لديه العديد من الأعمال مثل موسيقى أخبار تلفزيون عمان من العام 2005 إلى 2012 وموسيقى الأخبار للإذاعة العامة، ومسلسلات عديدة وبرامج أبرزها مسلسل "أرواح" و "عمان تحكي" و "مخطوطات مهاجرة" وبرامج مثل "قهوة الصباح" خلال عامي 2013 -2014 و "ريحة بلادي" وغيرها الكثير.