دبي - ش
على الرغم من حماس العالم برمته إلى مسألة اللقاح الذي سيضع حداً لوباء كورونا الجديد (كوفيد -19) الذي ما زال مستمراً في حصد الأرواح، مسجلاً أكثر من 19 مليون إصابة حتى الآن، إلا أن بعض الخبراء حول العالم نبهوا إلى ضرورة عدم الاعتماد الكلي على تلك المسألة.
وبحسب موقع " العربية.نت" ففي تصريح مخيب لآمال الملايين حول العالم، قال كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي إن اللقاح الذي سيعتمد لفيروس كورونا قد ينتهي به الأمر ليكون فعالًا بنسبة تتراوح بين 50 و60 في المئة فقط من الوقت، مما يعني أنه لا تزال هناك حاجة إلى الالتزام بتدابير الصحة العامة للسيطرة على الوباء.
وأضاف في ندوة عبر الإنترنت استضافتها جامعة براون مساء أمس "احتمالية أن يكون فعالا بنسبة 98 في المئة ليست كبيرة، مما يعني أنه لا يجب التخلي عن إجراءات الصحة العامة".
أتى ذلك، بعد أن دعا الخبر المرموق في وقت سابق أمس أيضاً إلى التنبه والاستعداد لمواجهة أوبئة أخرى في المستقبل، قائلاً: "لا أميل إلى التشاؤم، لكنني واقعي بشأن نقاط ضعف مجتمعنا وطبيعتنا البشرية، لذلك أعتقد أن أوبئة أخرى ستأتي وتنتشر بعد كورونا".
كما أكد في مقابلة مع مجلة بوليتيكو الأمريكية أن بلاده كما العالم يمكنها التغلب على الفيروس المستجد الذي أصاب الملايين حتى الآن، وذلك عبر التقيد ببضعة إجراءات بسيطة ألا وهي ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي.
وكان مدير المعهد الوطني للأمراض المعدية أبدى في مايو الماضي تفاؤله الحذر حول النتائج التي توصلت إليها شركة "موديرنا" في إنتاج اللقاح المضاد لكورونا، إلا أنه شدد على ضرورة الاستمرار بالتقيد بالإجراءات المطلوبة من التباعد إلى غسل اليديم وارتداء الكمامات.
يذكر أن الفيروس المستجد أصاب ما يقرب من 5 ملايين شخص في الولايات المتحدة وقتل أكثر من 160 ألف شخص. وألحقت إجراءات الإغلاق المفروضة لمنع انتشار الجائحة أضراراً جسيمة بالاقتصاد، الذي تعرض لأكبر ضربة منذ الكساد الكبير في الربع الثاني، مع انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بأشد وتيرة له في 73 عاما على الأقل.
ومع ارتفاع معدلات العدوى في جميع أنحاء البلاد بعد أن بدأت الولايات في إعادة فتح الأعمال، شدد خبراء الصحة العامة، بمن فيهم فاوتشي، على أهمية الخطوات التي يمكن لكل أميركي اتخاذها، بما في ذلك التباعد الاجتماعي وغسل اليدين وارتداء الكمامات.
أول لقاح روسي
ومن ناحية أخرى وبينما تتجه أنظار العالم نحو الجهة التي ستتمكن أخيرا من صد الوباء الذي طال في أحدث حصيلة أكثر من 19 مليون إنسان، عبر إنتاج لقاح معتمد وموثوق، أعلنت روسيا أنها ستسجل خلال أيام أول لقاح عالمي ضد كورونا. وقال نائب وزير الصحة الروسي، أوليغ غريدنيف، الجمعة إن اللقاح ضد كوفيد-19 الذي طوره مركز "غماليا" سيتم تسجيله في الأيام المقبلة.
وفي رد على سؤال من وكالة "إنترفاكس" الروسية حول ما إذا كان اللقاح بالفعل سيجتاز مرحلة التسجيل بحلول 12 أغسطس الجاري، رد الوزير بالإيجاب، قائلاً إن "العمل جار حاليا على إعداد كميات كبيرة من اللقاح". كما أضاف أنه سيتم تطعيم الفئات الأكثر تعرضا للمرض من العاملين في المجال الطبي، وكبار السن أولاً.
إلى ذلك، أوضح أن تأثير التطعيم سوف يصبح ملحوظا "عندما يتشكل ما يسمى بالمناعة السكانية، وعندما يكون انتقال الفيروس مستحيلا عمليا"، كما أن سرعة ذلك ستعتمد على عدد الأشخاص الذين يتم تطعيمهم، ومدى انتشار التطعيم.
يأتي هذا بالتزامن مع تسابق مئات الشركات والمختبرات والدول على الصعيد العالمي من أجل التوصل إلى لقاح، والحصول منذ الآن على أسبقية لشعوبها، فيما نبهت منظمة الصحة العالمية التي أطلقت مؤخراً تحذيرات عدة اعتبرها البعض تشاؤمية، لضرورة توفر شرط هام من أجل تعافي العالم بشكل أسرع، ألا وهو التوحد في هذا السباق العلمي للتوصل إلى اللقاح.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن الانتعاش الاقتصادي في العالم قد يأتي بشكل أسرع في حالة توفير أي لقاح ضد كورونا كسلعة للجميع". وفي إشارة إلى المنافسة والتزاحم بين الدول على لقاح فعال وطلب أكبر عدد ممكن من الجرعات مسبقا، رأى أن "إضفاء النزعات القومية على اللقاح ليس شيئا طيبا، ولن يفيدنا".