مسقط- الشبيبة
إنطلقت صباح الاثنين بوزارة الزراعة والثروة السمكية أعمال الندوة العلمية الثانية لعلوم الإبل 2020م تحت رعاية معالي الدكتور سعود بن حمود الحبسي وزير الزراعة والثروة السمكية، وعقدت الندوة في الواقع الافتراضي وسيطرح فيها ١٤ ورقة عمل من متخصصين من داخل السلطنة والخليج ودول العالم بتنظيم من وزارة الزراعة والثروة السمكية ومجلة عالم الهجن وبالتعاون مع دائرة ميدان البشاير للهجن العربية والجمعية الدولية لعلوم الإبل بالإضافة الى شراكة مع عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة المهتمة بمجال الإبل.
وتستهدف الندوة مربي وملاك الإبل والمتخصصين وتهدف ايضا إلى جذب عدد من العلماء والمتخصصين لمناقشة أمور الإبل لتحفيز الاهتمام بها، وترويج إسهامات العلماء في تطوير قطاع الإبل والمساهمة في نشر البحث العلمي وتأسيس القواعد والأسس في مجال تعليم وتدريب قطاع الإبل والتعريف بالنواحي الصحية والعناية بالإبل وأيضا تحفيز التعاون والتنسيق بين مختلف الجهات والمؤسسات المهتمة ببحوث الإبل. وتستمر الندوة ليوم واحد مقسم الى فترتين صباحية مخصصة لملاك ومربي الابل باللغة العربية والفترة المسائية للمتخصصين.
وألقى الدكتور حمود بن درويش الحسني مدير عام الثروة الحيوانية كلمة الوزارة قال فيها: تُعدّ الإبل رمزًا أصيلاً لحياةِ الصحراء وإنسان الجزيرة العربية، حيث حضرت بقوةٍ في تفاصيل حياته اليومية وارتبطت بتاريخه على مر العصور، وقد ذكرها الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه حين قال (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت) صدق الله العظيم.
وأضاف في كلمته : لقد أصبحت الإبل محل اهتمام المعنيين بالثروة الحيوانية في السلطنة ، وهناك العديد من الجهات التي تعمل على رعايتها وتطوير قطعانها ومن ضمن تلك الجهات وزارة والثروة السمكية ودائرة ميدان البشائر للهجن العربية والخدمات البيطرية بشؤون البلاط السلطاني وجامعة السلطان قابوس والاتحاد العماني لسباقات الهجن وغيرها من الجهات، حيث يصل تعداد إبل التربية حسب تقديرات الوزارة في عام 2019 إلى حوالي (279) ألف رأس ، كما يبلغ تعداد الإبل المخصصة للسباقات أكثر من (9000) رأس، و قد قامت الوزارة بتحصين وعلاج عدد (404507) رأس من الإبل وذلك من خلال العيادات البيطرية الحكومية الثابتة منها والمتنقلة.
وأشار الدكتور حمود الحسني في كلمته الى إن إقامة هذه الندوة جاء إستكمالاً لأعمال الندوة العلمية الأولى لعلوم الإبل والتي تم تنظيمها في عام 2018 في رحاب جامعة السلطان قابوس ، حيث تهدف الوزارة ومجلة عالم الهجن من إقامة هذه الندوة إلى الارتقاء بكافة علوم الإبل وتحديثها بشكل مستمر بالتنسيق مع الجهات الأخرى ذات العلاقة ونقل الخبرات المتجددة لملاك الإبل ومضمريها ، بالإضافة إلى تبادل التجارب وزيادة المعارف والخبرات المهنية من خلال عدد من الأكاديميين والخبراء الذين سوف يتطرقون من خلال (14) ورقة علمية إلى العديد من المحاور ذات العلاقة بالإبل والتي تتمثل في صحة الإبل وأمراضها، المستحضرات البيطرية واستخداماتها، السلالات والجينات ، إضافة إلى تغذية الابل وتربيتها.
كما القى المهندس أحمد بن ناصر الجنيبي المحرر العام لمجلة عالم الهجن كلمة قال فيها : عرف العرب منذ القدم أهمية الابل ، فكانت رمزا للغنى والقوة والثراء والعزة ، فهي أيقونة الصحراء وموروث الاجداد والاسلاف ، فقد كانت للغذاء مورد ، وللكساء مقصد ، وللمسافر معبر ، وتشهد دول الخليج خاصة اهتماماً كبيراً بالإبل ماضياً وحاضراً، من خلال ميادين الهجن الخاصة بالسباقات والمراكز البحثية المتخصصة بإجراء البحوث العلمية الخاصة بالإبل، كما تحرص مؤسسات وشركات التغذية حالياً على إنتاج منتجات الإبل كالحليب، فالإبل ليست جزءاً من الموروث الشعبي فقط بل هي مصدر اقتصادي لإنتاج الحليب واللحوم ولها دورها في تحقيق الأمن الغذائي .
وعن الندوة قال : تأتي هذه الندوة في نسختها الثانية لتبرز أهمية ثروة الابل ومكانتها في العلوم والاقتصاد والامن الغذائي ، حيث يمكن من خلال نتائج الدراسات والبحوث ، الانطلاق نحو تصنيع الادوية الطبية والمكملات الغذائية والعديد من منتجات الالبان واللحوم وكذلك المنسوجات والتحف ، من خلال شراكات جادة بين الحكومة والقطاع الخاص ، ولا نكتفي ببيع حليب الإبل في قارعة الطريق ، ونتخلص من جلودها في المرادم المخصصة ، بل حان الوقت بأن تكون هذه الثروة مستغلة بطريقة منهجية تعود بالنفع الاقتصادي على الدخل المحلي وتحقق الرفاهية لمربي الإبل وملاكها .
هذا وقد قدم المشاركون وراق عمل من الوزارة والجمعية الدولية لعلوم الإبل وجامعة الشرقية والخدمات البيطرية بشؤون البلاط السلطاني ومؤسسة أبوعلي المدني وتناولت الندوة أربعة محاور رئيسة شملت صحة الإبل وأمراضها والمستحضرات البيطرية واستخداماتها بالإضافة الى تغذية الإبل وتربيتها والسلالات والجينات.