تقييد مواطنة عمانية في مطار بوسطن ومنعها من دخول أمريكا.. شاهد

بلادنا الاثنين ٠٩/مايو/٢٠١٦ ٠١:١٩ ص

مسقط -
«تجربة قاسية».. هكذا وصفت المواطنة العمانية مهرة الزبير ما تعرضت له في مطار بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً، معبرة عن صدمتها لما واجهته من معاملة غير إنسانية بسبب «تأشيرة غير مناسبة».

تسرد مهرة لـ «الشبيبة» تفاصيل الحادثة من بدايتها حيث تقول: كنت متجهة إلى مطار بوسطن لحضور «كورس» ضمن برنامج دراستي للماجستير في جامعة هارفرد، وعندما اتجهت إلى ضابطة الهجرة في المطار وسلمت لها جواز سفري سألتني عن سبب الزيارة فأبلغتها بأنها لحضور كورس، لتبلغني هي بأن التأشيرة المختومة في الجواز لا تتناسب مع الزيارة التي تأتي لحضور كورس بنظام الدراسة الجزئي. وعند ذلك بدأ صوت الضابطة يعلو تدريجياً إلى أن طلبت مني الوقوف عند الجدار.

وأكدت مهــــــرة هنا أنهــــا سبق أن دخلت الولايـــــات المتحدة بنفس التأشيرة ولنفس الهدف دون وقوع أي إشــــكالية.
وتابعت حديثها بالقول: بعد هذا التحقيق الأولي أخذوني إلى غرفة تحقيق ثانية وبدأ الضابط بالتعريف بنفسه ثم سألني إن كانت لدي أية مخاوف من استبعادي من أمريكا فأجبت بالنفي وسألني عن اسمي «الحقيقي» وإن كنت قد عرفت بأسماء أخرى، فأجبته بالنفي كذلك، ثم دارت كل الأسئلة حول ملف الجامعة الذي أخذه الضابط من أغراضي أثناء التفتيش.

خــــياران

بعد هذا التحقيق أبلغ الضابط مهرة بأنه غير مسموح لها بالدخول إلى أمريكا، وهنا تقول: أعطوني خيارين، الأول أن أسحب طلب الدخول إلى أمريكا وتلغى التأشيرة وأعود إلى وطني، والثاني أن يتم تحويل الموضوع إلى القضاء في أمريكا للبت فيه.
وتضيف: بالطبع، فضلت الاختيار الأول، وهو العودة إلى وطني معززة ومكرمة، وقد سألوني إن كانت لدي مخاوف من عودتي إلى وطني فأجبت بالنفي.
وتحدثت مهرة عن فترة انتظارها إتمام إجراءات العودة إلى السلطنة بعد انتهاء التحقيق مشيرة إلى مشاعر «الغربة» التي تملكتها، ما دفعها إلى أن تطلب من الضابط أن تحضر كتاباً عن السلطنة كان في حقيبتها. وعن ذلك تقول «رغبت بأن أمسك بأي شي له علاقة بوطني».

في غرفة التفتيش

تفاصيل «التجربة القاسية» لم تقف عند مشاعر الغربة، بل وصلت إلى أحداث تقول مهرة إنها تسببت لها بالإهانة والصدمة، حيث تقول: طلبت مني الضابطة الدخول إلى غرفــــة في المطار.. وعندما كنت أمشي شعرت بإصبعها على ظهري يدفعني إلى الغرفة، وهو ما جعلني أشعر بالإهانة والانتقاص من قدري.

في غرفة التفتيش تصاعدت الأحداث التي تشرح مهرة تفاصيلها فتقول: قاموا بتفتيشي بطريقة غير إنسانية، وأبلغوني بأنه سيتم تقييد يدي.. وأثناء ذلك كانوا يستهزئون بصغر حجم رسغ يدي، ولكن صدمتي الكبرى عندما خرجت من المطار برفقة الضابطة فوجدت سيارة نقل المتهمين تنتظرتي، وقد رأت الضابطة الذهول والصدمة على وجهي ولكنها قالت بسخرية «تخيلي أنها سيارة كبار الشخصيات» فبقيت صامتة.

اتجهت السيارة إلى نفس الطائرة التي أتت بمهرة إلى بوسطن، وهي تشعر «بالرجفة بسب التجربة القاسية» التي مرت بها.

وتقول: أزالت الضابطــــة القيود من يدي، فسألتها عن جــــــــواز سفري، لتبلغني بأني سأتســـــلمه بعدما تقلع الطائرة.. جلست بعدها في مقعدي وأنا أشعر بتعب شــــــديد وإرهاق نفسي وجسدي، إلا أنني كنت أشعر بارتياح داخلي لأني سأعود إلى وطني.

التواصل الرسمي

ورداً على تساؤلات «الشبيبة» حول تواصلها مع الجهات الرسمية هناك وبالتحديد سفارة السلطنة، أجابت مهرة: لم تتح لي الفرصة للتواصل مع أي أحد إلا بعد إبلاغي بأنه غير مسموح لي بالدخول إلى أمريكا، وفي لحظتها لم أفكر سوى بالاتصال بوالدتي.

واستدركت بالقول: بعد عودتي إلى السلطنة تواصلت مع وزارة الخارجية، وأنا أشكرهم على متابعتهم للحادثة مع الجهات المعنية، كما أن السفارة الأمريكية اهتمت بالحادثة التي تعرضت لها في مطار بوسطن.

النظرة تجاه أمريكا

وتساءلت «الشبيبة» كذلك إن كانت نظرة مهرة قد تغيرت نحو الولايات المتحدة بعد ما تعرضت له، فأكدت أن رأيها تجاه أمريكا لم يتغير، وعبرت عن ذلك بالقول: من أساؤوا لي في المطار لا يمثلون الآخرين في أمريكا كأصدقائي والجامعة التي أدرس بها، إلا أنها استدركت: ما حدث معي مؤسف جداً وغير إنساني.. وخطأ التأشيرة لا يستحق هذا النوع من المعاملة التي لا تميز البريء من المجرم. ومن غير المنصف أن يعامل الناس الذين يأتون سعياً لطلب العلم بهذه المعاملة التي لا تمت للإنسانية بصلة، فالقيود وسيارة نقل المتهمين والاستهزاء ليست طريقة حضارية لمعاملة أي إنسان.

«الصبر والهدوء نقطة قوة لا ضعف».. بهذه الكلمات اختتمت مهرة شرح تفاصيل هذه التجربة التي قالت إنها أكسبتها نوعاً من البصيرة في التعامل مع موظفي مؤسسة تجاه الآخرين معاملة غير عادلة لم تميز بين البريء والمجرم.. «كإنسان شعرت بأنه تم الاعتداء على حقوقي، ولكن أي رد فعل مني في ذلك الوقت لن ينسحب علي كمهرة، بل كمواطنة عمانية في مطار بوسطن، لأن الهوية الأولى خارج البلد هي الجنسية».